(١) أسقى الاله عدوات الوادي |
|
وجوفه كلّ ملّث غادى |
كلّ أجشّ حالك السّواد |
كأنه قال سقاها كلّ أجشّ كما حمل ضارع لخصومة على ليبك يزيد لأنّ فيه سقاها كلّ أجشّ ، ولا يجوز أن تقول ينتهي خيرا له ولا أأنتهي خيرا لي ، لأنك اذا نهيت فأنت تزجّيه الى أمر ، واذا أخبرت أو استفهمت فانت لست تريد شيئا من ذلك إنما تعلم خبرا أو تسترشد مخبرا ، وليس بمنزلة وافقته على دمه ومصرعه السّباعا ، لأنّ السباع داخل في معنى وافقته كأنه قال وافقت السّباع على مصرعه ، والخير والشرّ لا يكون محمولا على ينتهي وشبهه لا تستطيع أن تقول انتهيت خيرا كما تقول قد أصبت خيرا ، وقد يجوز أن تقول ألا رجل إمّا زيد وإمّا عمرو كأنه قيل له من هذا المتمنّي فقال زيد أو عمرو ومثل ليبك يزيد قراءة بعضهم (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ) رفع الشّركاء على مثل ما رفع عليه ضارع.
[باب ما ينتصب على إضمار الفعل المتروك إظهاره في غير الأمر والنهي]
وذلك قولك أخذته بدرهم فصاعدا وأخذته بدرهم فزائدا ، حذفوا الفعل لكثرة استعمالهم إيّاه ولأنهم أمنوا أن يكون على الباء لو قلت أخذته بصاعد كان قبيحا لأنه صفة ولا يكون في موضع الاسم كأنه قال أخذته بدرهم فزاد الثمن صاعدا أو فذهب صاعدا ، ولا يجوز أن تقول وصاعد لأنك لا تريد أن تخبر أن الدرهم مع صاعد ثمن لشيء كقولك بدرهم وزيادة ولكنك أخبرت بأدنى الثمن فجعلته أولا ثم قروت شيئا بعد شيء لأثمان شتىّ ، قالوا ولم ترد فيها هذا المعنى ولم تلزم الواو الشيئين أن يكون أحدهما بعد الآخر ألا
__________________
(٢٣٤) الشاهد فيه رفع كل أجش وحمله على المعنى لأنه لما قال أسقي الاله جنبات الوادى كل ملث غادى علم ان ثم سحابا يسقيها فكأنه قال سقاها كل أجش والأجش الشديد صوت الرعد ، والحالك الشديد السواد ، وذلك أخلقه للمطر والملث من المطر الدائم الملازم ، ويقال ألث بالموضع اذا أقام به ، ومعنى أسقى حصل له سقيا تقول سقيتك ماء اذا ناولته اياه يشر به وأسقيتك اذا حصلت له سقيا.