رجع الى أصله ، وكذلك ضارب رجل اذا ألقيت التنوين تخفيفا لأنّ الرجل لا يجعل ضاربا نكرة اذا أردت معنى التنوين ، كما لا يجعله معرفة في غير النداء اذا أردت معنى التنوين وحذفته نحو قولك هذا ضاربك قاعدا ، ألا ترى أنّ حذف التنوين كثباته لا يغيّر الفاعل اذا كنت تحذفه وأنت تريد معناه ، وأمّا قولك يا أخا رجل فلا يكون الأخ هيهنا إلا نكرة لأنه مضاف الى نكرة كما أنّ الموصوف بالنكرة لا يكون إلا نكرة ولا يكون الرجل هيهنا بمنزلته اذا كان منادى ، لأنه ثمّ يدخله التنوين ، وجاز لك أن تريد معنى الألف واللام ولا تلفظ بهما ، وهو هيهنا غير منادى وهو نكرة فجعل ما أضيف اليه بمنزلته.
[باب الحروف التي ينبّه بها المدعوّ]
فأما الاسم غير المندوب فينبّه بخمسة أشياء بيا وأيا وهيا وأي ، وبالألف ، نحو قولك أحار بن عمرو إلا أن الأربعة غير الألف قد يستعملونها اذا أرادوا أن يمدّوا أصواتهم للشيء المتراخي عنهم أو للانسان المعرض عنهم الذي يرون أنه لا يقبل عليهم إلا باجتهاد ، أو النائم المستثقل ، وقد يستعملون هذه التي للمد في موضع الألف ولا يستعملون الألف في هذه المواضع التي يمدون فيها ، وقد يجوز لك أن تستعمل هذه الخمسة غيروا اذا كان صاحبك قريبا مقبلا عليك توكيدا ، وان شئت حذفتهن كلّهن استغناء كقولك حار بن كعب ، وذلك أنه جعلهم بمنزلة من هو مقبل عليه بحضرته يخاطبه ، ولا يحسن أن تقول هذا ولا رجل ، وأنت تريد يا هذا ويا رجل ، ولا تقول ذلك في المبهم لأن الحرف الذي ينبّه به لزم المبهم كأنه صار بدلا من أي حين حذفته فلم تقل يا أيّها الرجل ولا يا أيّهذا ولكنك تقول ان شئت من لا يزال محسنا افعل كذا وكذا لأنه لا يكون وصفا لأي ، وقد يجوز حذف يا من النكرة في الشعر قال العجاج :
(١) * جاري لا تستنكرى عذيري*
__________________
(٤٧٨) الشاهد فيه حذف حرف النداء ضرورة من قوله جارى وهو اسم منكور قبل النداء لا يتعرف الا بحرف النداء وانما يطرد الحذف في المعارف ورد المبرد على سيبويه ـ