العرب ذلك وأجروا أيّا على القياس ولو قالت العرب اضرب ايّ أفضل لقلته ولم يكن بدّ من متابعتهم فلا ينبغي لك أن تقيس على الشاذّ المنكر في القياس كما أنك لا تقيس على أمس أمسك ولا على أتقول أيقول ولا سائر أمثلة القول ولا على الآن أنك ، وأشباه ذا كثير ، ولو جعلوا أيّا في الانفراد بمنزلته مضافا لكانوا خلقاء اذا كان بمنزلة الذي معرفة لا ينوّن لأنّ كل اسم ليس يتمكّن لا يدخله التنوين في المعرفة ويدخله في النكرة ، وسترى بيان ذلك فيما ينصرف ولا ينصرف ، وسألته عن أيّي وأيك كان شرّا فأخزه الله ، فقال هذا كقولك أخزى الله الكاذب منّى ومنك يريد منّا وكقولك هو بيني وبينك تريد هو بيننا فانما أراد أيّنا كان شرّا إلا أنهما لم يشتركا في أي ولكنه أخلصه لكلّ واحد منهما ، وقال الشاعر (وهو العبّاس بن مرداس) : [وافر]
(١) فأيى ما وأيّك كان شرا |
|
فسيق الى المقامة لا يراها |
وقال خداش بن زهير : [كامل]
(٢) ولقد علمت اذا الرجال تناهزوا |
|
أيى وأيّكم أعزّ وأمنع |
وقال خداش أيضا :
(٣) فأيى وأيّ ابن الحصين وعثعث |
|
اذا ما التقينا كان بالحلف أغدرا |
[باب مجرى أى مضافا على القياس]
وذلك قولك اضرب أيهم هو أفضل واضرب أيّهم كان أفضل واضرب أيّهم أبوه زيد جرى ذا على القياس لأن الذي يحسن هاهنا ، ولو قلت اضرب ايّهم عاقل رفعت
__________________
(٥٩٤) الشاهد فيه افراد أي لكل واحد من الاسمين ، واخلاصها له توكيدا والمستعمل اضاقها اليهما معا فيقال اينا* يقول اينا كان شرا من صاحبه ففاجأته المنية ، ويروى فسيق الى المقامة وهي جماعة الناس ، والمعنى فأعماه الله وما زائدة للتوكيد.
(٥٩٥) الشاهد فيه تكرير أي توكيدا كما تقدم ومعنى تناهزوا افترس بعضهم بعضا في الحرب
(٥٩٦) الشاهد فيه كالذي تقدم في البيتين قبله ويروى كان بالحلف أغدرا ، والحلف تعاقد القوم واصطلاحهم ، وأصله من اليمين لانه يؤكد بها.