قلت لك بعد سقيا ، ومنهم من يرفع فيجعل ما يضمر هو ما أظهر ، وقال طفيل الغنويّ : [طويل]
(١) وبالسّهب ميمون النّقيبة قوله |
|
لملتمس المعروف أهل ومرحب |
أي هذا أهل ومرحب ، وقال أبو الأسود : [طويل]
(٢) اذا جئت بوّابا له قال مرحبا |
|
ألا مرحب واديك غير مضيّق |
فاعرف فيما ذكرت لك أنّ الفعل يجري في الاسماء على ثلاثة مجار ، فعل مظهر لا يحسن إضماره ، وفعل مضمر مستعمل إظهاره ، وفعل مضمر متروك إظهاره ، أمّا الفعل الذي لا يحسن إضماره فانّه أن تنتهي الى رجل لم يكن في ذكر ضرب ولم يخطر بباله فتقول زيدا فلا بدّ له من أن يقول اضرب زيدا وتقول له قد ضربت زيدا ، أو يكون موضعا يقبح أن يعرّي من الفعل نحو أن وقد وما أشبه ذلك ، وأمّا الموضع الذي يضمر فيه وأظهاره مستعمل فنحو قولك زيدا ، لرجل في ذكر ضرب تريد اضرب زيدا ، وأمّا الموضع الذي يضمر فيه الفعل المتروك إظهاره فمن الباب الذي ذكر فيه إيّاك الى الباب الذي آخره ذكر مرحبا وأهلا وسترى ذلك فيما تستقبل إن شاء الله.
[باب ما يظهر فيه الفعل وينتصب فيه الاسم]
لأنه مفعول معه ومفعول به كما انتصب نفسه في قولك امرءا ونفسه ، وذلك قولك ما صنعت وأباك ولو تركت الناقة وفصيلها لرضعها انما أردت ما صنعت مع أبيك ولو
__________________
(٢٣٦) الشاهد فيه رفع أهل ومرحب على اضمار مبتدإ والتقدير هذا أهل ومرحب أو يكون مبتدا على معنى لك أهل ومرحب* يرثي رجلا دفن بالسهب وهو موضع بعينه وأصله ما انخفض من الارض وسهل والنقيبة الطبيعة.
(٢٣٧) الشاهد فيه رفع مرحب وتفسيره كالذي قبله والمعني ان بوابه قد اعتاد الاضياف فيتلقاهم مستبشرا بهم لما عرف من حرص صاحبه عليهم ، ثم قال ألا مرحب أي عندك الرحب والسعة فلا يضيق واديك بمن حله.