كأنه قال ولكن هذا كناشرة ، وقال : [كامل]
(١) لو لا ابن حارثة الأمير لقد |
|
أغضيت من شتمي على رغم |
إلا كمعرض المحسّر بكره |
|
عمدا يسبّبني على الظّلم |
[باب ما تكون فيه أنّ وأن مع صلتهما بمنزلة غيرهما من الأسماء]
وذلك قولك ما أتاني إلا أنهم قالوا كذا وكذا فأنّ في موضع اسم مرفوع كأنه قال ما أتاني إلا قولهم كذا وكذا ، ومثل ذلك قولهم ما منعني إلا أن يغضب علىّ فلان ، والحجّة على أنّ هذا في موضع رفع أنّ أبا الخطّاب حدّثنا أنه سمع من العرب الموثوق بهم من ينشد هذا البيت رفعا : [بسيط]
__________________
ـ ناشرة لا جربت لبونه ولا أغدت لأنه لم يشرك في تفرق فالج ، وفالج هذا هو فالج بن مازن ابن مالك بن عمرو بن تميم سعى عليه بعض بني مازن ، وأساء اليه حتى رحل عنهم ولحق ببني ذكوان بن بهثة بن سليم بن قيس عيلان فنسب اليهم ، وكانت بنو مازن قد ضيقوا على رجل يسمى ناشرة حتى انتقل عنهم الى بني أسد فدعا هذا الشاعر المازني على بني مازن حيث اضطروه فألجىء الخروج عنهم واستثنى ناشرة منهم لأنه لم يرض فعلهم ، ولأنه قد امتحن محنة فالج بهم وكان المبرد يجعل الكاف في قوله كناشرة زائدة ولا يحتاج الى زيادتها لأنه أراد ناشرة ومن كان مثيله ممن لم يظلم غيره كما تقول مثلك لا يرضى بهذا أي أنت وأمثالك لا ترضون به ، ومعنى أغدت صارت فيه الغدة وهي كالذبحة تعترى البعير فلا تلبثه واللبون ذوات اللبن وهي تقع للواحدة والجماعة ، والغلواء النماء والارتفاع ومنه غلاء السعر والمتنبت المنمي المغذى ، ويروى بكسر الباء ومعناه النابت النامي.
(٥٥٦) الشاهد في قوله إلا كمعرض والقول فيه كالقول في الذي قبله* يقول هذا لرجل شتمه وله من الأمير مكانة فلم يقدم على سبه والانتصار منه لمكانته ، ثم استثنى رجلا آخر يقال له معرض فجعله ممن يباح له شتمه والانتصار منه لشتمه اياه ظلما له فيقول للاول لو لا ابن حارثة الأمير ومكانك منه لشتمتك فأغضبت من شتمي على رغم وهو أن ولكن معرضا المحسر بكره والجاد في سبي مباح لي سبه لسبه لي ، والمحسر المتعب والحسير المعيى والبكر الفتي من الابل وهو لا يحتمل الأتعاب والتحسير لضعفه فضرب له مثلا في تقصيره عن مقاومته في المسابة والمهاجاة ومعنى يسببني يكثر سبي.