فقلت هذا ثم بنيت عليه شيئا هو هو فصار كقوله هذا رجل رجل حرب ، فاذا قلت له صوت فالذي في اللام هو الفاعل وليس الآخر به فلمّا بنيت أول الكلام كبناء الأسماء كان آخره أن يجعل كالاسماء أحسن وأجود فصار كقولك هذا رأس رأس حمار وهذا رجل أخو حرب اذا أردت الشبه ومن ذلك عليه نوح نوح الحمام على غير صفة ، لأن الهاء في عليه ليست بالفاعل كما أنك اذا قلت فيها رجل فالهاء ليست بفاعل فعل بالرّجل شيئا فلما جاء على مثال الأسماء كان الرفع الوجه ، وإن قلت لهنّ نوح نوح الحمام فالنصب لأن الهاء هي الفاعلة ، يدلّك على ذلك أنّ الرفع في هذا وفي عليه أحسن لأنك اذا قلت هذا أو عليه فأنت لا تريد أن تقول مررت بهذه الأسماء تفعل فعلا ولكنك جعلت عليه موضعا للنّوح وهذا مبني عليه نفسه ، ولو نصبت كان وجها لأنه اذا قال هذا صوت أو هذا نوح أو عليه نوح فقد علم أن مع النوح والصوت فاعلين فحمله على المعنى ، كما قال : [طويل]
(١) ليبك يزيد ضارع لخصومة |
|
ومختبط ممّا تطيح الطّوائح |
[باب لا يكون فيه إلا الرفع]
وذلك قولك له يد يد الثور وله رأس رأس الحمار لأن هذا اسم ولا يتوهّم على الرّجل أنه يصنع يدا ولا رجلا وليس بفعل.
[باب لا يكون فيه إلا الرفع]
وذلك قولك صوته صوت حمار وتلويحه تضميرك السابق ووجدى بها وجد الثّكلى ، لأنّ هذا ابتداء فالذي يبنى على الابتداء بمنزلة الابتداء ، ألا ترى أنك تقول زيد أخوك فارتفاعه كارتفاع زيد أبدا ، فلما ابتدأه وكان محتاجا إلى ما بعده لم يجعل بدلا من اللفظ بيصّوت وصار كالأسماء ، قال الشاعر (وهو مزاحم العقيلى) [طويل]
(٢) وجدى بها وجد المضّل بعيره |
|
بنخلة لم تعطف عليه العواطف |
__________________
(٢٩٥) تقدم شرحه في ص ١٧٢ ـ رقم ٢٣٢
(٢٩٦) الشاهد فيه رفع وجد المضل بعيره لأنه خبر عن الأول لا يستغنى عنه فلم يجز نصبه كما انتصب ما قبله في الابواب المتقدمة* يقول وجدى بهذه المرأة وحزني لفقدها كوجد ـ