(١) لم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت |
|
حمامة في غصون ذات أو قال |
وزعموا أنّ ناسا من العرب ينصبون هذا الذي في موضع الرفع فقال الخليل هذا كنصب بعضهم يومئذ في كلّ موضع فكذلك غير أن نطقت ، وكما قال النابغة : [طويل]
(٢) على حين عاتبت المشيب على الصّبا |
|
وقلت ألمّا أصح والشّيب وازع |
كأنه جعل حين وعاتبت اسما واحدا.
[باب لا يكون المستثنى فيه الا نصبا]
لأنه مخرج مما أدخلت فيه غيره فعمل فيه ما قبله كما عمل العشرون في الدرهم حين قلت له عشرون درهما ، وهذا قول الخليل ، وذلك قولك أتاني القوم الا أباك ، ومررت بالقوم إلا أباك ، والقوم فيها الا أباك وانتصب الأب اذ لم يكن داخلا فيما دخل فيه ما قبله ولم يكن صفة وكان العامل فيه ما قبله من الكلام ، كما أنّ الدرهم ليس بصفة للعشرين ولا محمول على ما حملت عليه وعمل فيها ، وإنما منع الأب أن يكون بدلا من القوم
__________________
(٥٥٧) الشاهد فيه بناء غير على الفتح لاضافتها الى غير متمكن وان كانت في موضع رفع وذلك أن أن حرف توصل بالفعل وانما تؤوّلت اسما مع ما بعدها من صلتها لأنها دلت على المصدر ونابت منابه في المعنى فلما أضيفت غير اليها مع لزومها للاضافة بنيت معها واعرابها على الاصل جائز حسن ، ونظير بنائها بناء أسماء الزمان اذا أضيفت الى الجمل والافعال كقولك عجبت من يوم قام زيد ومن يوم زيد قائم لأن حق الاضافة أن تقع على الاسماء المفردة دون الافعال والجمل فلما خرجت هنا عن أصلها بني الاسم وقد بينت هذا مستقصى في كتاب النكت* يقول لم يمنعنا من التعريج على الماء الا صوت حمامة ذكرتنا من نحب فهيجتنا وحثتنا على السير والأوقال الاعالي ومنه التوقل في الجبل وهو الصعود فيه.
(٥٥٨) الشاهد في اضافة حين الى الفعل وبنائها معه على الفتح للعلة التي ذكرناها واعرابها جائز على الاصل كما تقدم* وصف انه بكى على الديار في حين مشيبه ومعاتبته لنفسه على صباه وطربه ، والوازع الناهي وأوقع الفعل على المشيب اتساعا والمعنى عاتبت نفسي على الصبا لمكان شيبي.