تذكر اللام وهذا نظير هذا ، وهذه كلمة تكلم بها العرب في حال اليمين وليس كلّ العرب تتكلم بها تقول لهنّك لرجل صدق ، يريدون انّ ولكنهم ابدلوا الهاء مكان الألف كقوله هرقت ، ولحقت هذه اللام انّ كما لحقت ما حين قلت انّ زيدا لما لينطلقنّ فلحقت انّ اللام في اليمين كما لحقت ما فاللام الأولى في لهنّك لام اليمين واللام الثانية لام إنّ كما إنّ اللام الثانية في قولك انّ زيدا لما ليفعلنّ لام اليمين ، وقد يجوز في الشعر أشهد انّ زيدا ذاهب يشبّهها بقوله والله انّه لذاهب لأن معناه معنى اليمين ، كما أنه لو قال أشهد انت ذاهب ولم يذكر اللام لم يكن الّا ابتداء وهو قبيح ضعيف الا باللام ومثل ذلك في الضعف علمت إنّ زيدا ذاهب كما أنه ضعيف قد علمت عمرو خير منك ولكنه على ارادة اللام ، كما قال عزوجل (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) وهو على اليمين وكان في هذا حسنا حين طال الكلام ، وسألت الخليل عن كأنّ فزعم أنها انّ لحقتها الكاف للتشبيه ولكنها صارت مع انّ بمنزلة كلمة واحدة وهي نحو كأيّ رجلا ونحو له كذا وكذا درهما ، واما قول العرب في الجواب انّه فهو بمنزلة أجل ، واذا وصلت قلت انّ يافنى وهي التي بمنزلة أجل.
قال الشاعر : [كامل]
بكر العواذل في الصبّو |
|
ح يلمنني وألو مهنّه |
ويقلن شيب قد علا |
|
ك وقد كبرت فقلت إنّه |
[باب أن وإن]
فأن مفتوحة تكون على وجوه ، فأحدها أن تكون فيه أن وما تعمل فيه من الأفعال بمنزلة مصادرها ، والآخر أن تكون فيه بمنزلة أى ووجه آخر هي فيه مخفّفة محذوفة ، ووجه آخر تكون فيه لغوا نحو قولك لمّا أن جاؤا ذهبت وأما والله أن لو فعلت لأكرمتك.
وأمّا إن فتكون للمجازاة وتكون إن يبتدأ ما بعدها في معنى اليمين وفي اليمين كما قال الله عزوجل (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ إِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ