أكثر ما أعطيته ، وإن شاء نصب درهمين ورفع أكثر ، وإن شاء نصب أكثر أيضا على أنه حال وقع فيه العطيّة ، وإن شاء قال آتيك يوم الجمعة أبطأه أي أبطأ الاتيان يوم الجمعة.
[باب ما ينتصب من الأماكن والوقت]
وذاك لأنها ظروف تقع فيها الاشياء وتكون فيها فانتصب لأنه مرفوع فيها ومكون فيها وعمل فيها ما قبلها كما أنّ العلم اذا قلت أنت الرّجل علما عمل فيه ما قبله وكما عمل في الدرهم عشرون اذا قلت عشرون درهما وكذلك يعمل فيها ما بعدها وما قبلها ، فالمكان قولك هو خلفك وهو قدّامك وأمامك وهو تحتك وقبالتك ، وما أشبه ذلك ومن ذلك أيضا هو ناحية من الدار وهو ناحية الدار وهو ناحيتك وهو نحوك وهو مكانا صالحا وداره ذات اليمين وشرقيّ كذا ، قال الشاعر (وهو جرير) : [بسيط]
هبّت جنوبا فذكرى ما ذكرتكم |
|
عند الصّفاة التي شرقيّ حورانا |
وقالوا منازلهم يمينا ويسارا وشمالا ، قال عمرو بن كلثوم : [وافر]
صددت الكأس عنّا أمّ عمرو |
|
وكان الكأس مجراها اليمينا |
أي على ذات اليمين ، حدّثنا بذلك يونس عن أبي عمرو وهو رأيه ، وتقول هو قصدك كما قال الشاعر وسمعنا بعض العرب ينشده كذا : [طويل]
(١) سرى بعد ما غار الثّريّا وبعد ما |
|
كأنّ الثّريّا حلّة الغور منخل |
أي قصده ، يقال هو حلّة الغور أي قصده ، سمعنا ذلك ممن يوثق به من العرب ، ويقال هما خطّان جنابتي أنفها يعني الخطّين اللذين اكتنفاه جنبى أنف الظبية ، قال الأعشى: [بسيط]
__________________
(٣١٢) الشاهد فيه نصب حلة الغور على الظرف ومعناها قصد الغور ومحله* وصف طارقا سرى في الليل بعد أن غارت الثريا أول الليل وذلك في استقبال زمن القيظ ، وشبه الثريا في اجتماعها واستدارة نجومها بالمنخل.