فهذا يريد معنى الهاء ولا تخفّف أن الّا عليه كما قال قد علمت أن لا يقول ذاك أي أنه لا يقول وقال عزوجل (أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً) وليس هذا بقوي في الكلام كقوة أن لا يقول لأنّ لا عوض من ذهاب العلامة ، ألا ترى انهم لا يكادون يتكلّمون به بغير الهاء فيقولون قد علمت أن عبد الله منطلق.
[باب يذهب فيه الجزاء من الأسماء]
كما ذهب في إنّ وكان وأشباههما غير أنّ إنّ وكان عوامل فيما بعدهن والحروف في هذا الباب لا يحدثن فيما بعدهن من الأسماء شيئا كما أحدثت إنّ وكان وأشباههما ، لأنها من الحروف التي تدخل على المبتدا والمبني عليه فلا تغير الكلام عن حاله وسأبيّن لك كيف ذهب الجزاء فيهن ان شاء الله ، فمن ذلك قولك أتذكر اذ من يأتينا نأتيه وما من يأتينا نأتيه ، وأما من يأتينا فنحن نأتيه ، وانما كرهوا الجزاء هاهنا لأنه ليس من مواضعه ألا ترى أنه لا يحسن أن تقول أتذكر ان تأتنا نأتك كما لم يجز أن تقول انّ ان تأتنا نأتك فلما ضارع هذا الباب باب إنّ وكان كرهوا الجزاء فيه ، وقد يجوز في الشعر أن يجازي بعد هذه الحروف فتقول أتذكر إذ من يأتنا نأته ، وانما أجازوه لأن إذ وهذه الحروف لا تغيّر ما دخلت عليه عن حاله قبل أن تجىء بها فقالوا ندخلها على من يأتنا نأته ولا تغيّر الكلام كأنا قلنا من يأتنا نأته ، كما أنّا اذا قلنا اذ عبد الله منطلق فكأنا قلنا عبد الله منطلق لأن إذ لم تحدّث شيئا لم يكن قبل أن تذكرها.
وقال لبيد :
(١) على حين من تلبث عليه ذنوبه |
|
يرث شربه اذ فى المقام تداثر |
__________________
(٦٦٥) الشاهد مجازاته بمن مع اضافة حين الى جملة الشرط ضرورة وحكمها أن لا تضاف هي واذا الا الى جملة مخبر بها والمبهمات انما تفسر وتوصل بالأخبار لا بحروف المعاني وما دخلت عليه كما بين في الباب ، وجاز هذا في الشعر تشبيها لجملة الشرط بجملة الابتداء والخبر والفعل والفاعل* وصف مقاما فاخر فيه غيره وكثرت المخاصمة والمحاجة فيه ، وضرب الذنوب وهي الدلو مملوءة ماء مثلا لما يدلي به من الحجة ، والشرب الحظ من الماء ، والريث ـ