وقال أميّة بن أبي الصلت : [طويل]
(١) ولكنّ من لا يلق أمرا ينوبه |
|
بعدّته ينزل به وهو أعزل |
وزعم الخليل أنه انما جازى حيث أضمر الهاء وأراد انه ولكنّه ، كما قال الراعي [طويل]
(٢) فلو أنّ حقّ اليوم منكم اقامة |
|
وان كان سرح قد مضى فتسرّعا |
أراد فلو أنه حقّ اليوم ولو لم يرد الهاء كان الكلام محالا ، وتقول قد علمت أن من يأتني آته من قبل أنّ أن هاهنا فيها إضمار الهاء ولا تجيء مخففّة هاهنا الّا على ذلك كما قال : [وافر]
(٣) أكاشره وأعلم أن كلانا |
|
على ما ساء صاحبه حريص |
ولا يجوز أن تنوي في كان واشباه كان علامة إضمار المخاطب ولا تذكرها ، لو قلت ليس من يأتك تعطه تريد لست لم يجز ولو جاز ذلك لقلت كان من يأتك تعطه تريد به كنت وقال الأعشي :
في فتية كسيوف الهند قد علموا |
|
أن هالك كلّ من يحفى وينتعل (٤) |
__________________
(٦٦٣) الشاهد فيه حذف الضمير من لكنه والمجازاة بمن ، والقول فيه كالقول في الذي قبله* يقول من لم يعد لما ينوبه من الزمان قبل حلوله به ضعف عنه عند نزوله ، ومعنى ينوبه ينزل به والأعزل الذي لا سلاح معه.
(٦٦٤) الشاهد فيه حذف الضمير من أن ضرورة ولذلك وليها الفعل في اللفظ لأن حرف التأكيد لا يليه الا الاسم مضمرا أو مظهرا* يقول ليتهم أقاموا وان كانوا قد رحلوا ، وتقدم سرحهم ، ومعنى حق حقق اي ليت اقامتكم حققت لنا ومعنى لو هنا التمني ولا جواب لها كما تقول لو أنك أقمت عندنا أي ليت أقمت والسرح المال الراعي ويقال حققت الشيء وأحققته أي حققته.
(٦٦٥) الشاهد في حذف الضمير من أن وابتداء ما بعدها على نية اثبات الضمير ومعنى أكاشره أضاحكه ويقال كثر عن نابه اذا كشف عنه.
(١) استشهد به على حذف الضمير من أن مع التخفيف وقد مر بشرحه في ص ٣٢٩ رقم ٤١٢.