وذلك انها لم ترد ان تجعل التمر عديلا للأقط لأن المسؤول عندها لم يكن ممن قال هو إما تمر ، وإما أقط وإما قرشي ولكنها قالت أهو طعام أم قرشي فكأنها قالت أشيئا من هذين الشيئين رأيته أم قرشيا ، وتقول أعندك زيد او عندك عمر أو عندك خالد كأنك قلت هل عندك من هذه الكينونات شيء فصار هذا كقولك أتضرب زبدا أو تضرب عمرا او تضرب خالدا ومثل ذلك أتضرب زيدا او عمرا أو خالدا وتقول أعاقل عمرو أو عالم وتقول أتضرب عمرا او تشتمه تجعل الفعلين والاسم بينهما بمنزلة الاسمين والفعل بينهما لأنك قد أثبتّ عمرا لأحد الفعلين كما أثبتّ الفعل هناك لأحد الاسمين وادّعيت أحدهما كما ادّعيت ثمّ أحد الاسمين وإن قدّمت الاسم فعربي حسن ، فأما إذا قلت أتضرب أو تحبس زيدا فهو بمنزلة أزيدا أو عمرا ضربت ، قال الشاعر : (وهو جرير) : [وافر]
أثعلبة الفوارس أو رياحا |
|
عدلت بهم طهيّة والخشابا (١) |
وإن قلت أزيدا تضرب أو تقتل كان كقولك أتقتل زيدا أو عمرا ، وأم في كل هذا جيّد واذا قال أتجلس أم تذهب فأم وأو فيه سواء لأنك لا تستطيع أن تفصل علامة المضمر فتجعل لأو حالا سوي حال أم ، وكذلك أتضرب زيدا او تقتل خالدا لأنك لم تثبت أحد الفعلين لاسم واحد.
[باب أو في غير الاستفهام]
تقول جالس عمرا او خالدا او بشرا كأنك قلت جالس أحد هؤلاء ولم ترد انسانا بعينه ، ففي هذا دليل أنّ كلّهم أهل أن يجالس ، كأنك قلت جالس هذا الضرب ،
__________________
ـ من اللبن الرائب كالجبن ، وارادت الزبير فكبرته وكان قد مر بها رجل فسألها منه ما تريد اليه فقال اريد مباطشته ومصارعته فقالت له ها هو ذاك ثم مر عليها وقد غلبه الزبير فقالت له هذا ويروي ام قرشيا صقرا والرواية الأولى اصح فكأنها ارادت السجع ولم تقصد قصد الرجز.
(١) استشهد به على دخول أم عديلة للألف وقد مر شرحه في ص ٦٧ رقم ٨١