[باب ما تجري عليه صفة ما كان من سببه وصفة ما التبس به أو بشيء من سببه]
«كمجرى صفته التي خلصت له»
هذا ما كان من ذلك عملا ، وذلك قولك مررت برجل ضارب أبوه رجلا ومررت برجل ملازم أبوه رجلا ، ومن ذلك أيضا مررت برجل ملازم أباه رجل ، ومررت برجل مخالط أباه داء ، فالمعنى فيه على وجهين إن شئت جعلته يلازمه ويخالطه فيما يستقبل ، وان شئت جعلته عملا كائنا في حال مرورك ، وإن ألقيت التنوين وأنت تريد معناه جرى مثله اذا كان منوّنا ، ويدلّك على ذلك أنك تقول مررت برجل ملازمك فيحسن ويكون صفة للنكرة بمنزلته اذا كان منوّنا حين قلت مررت برجل ملازم أباه رجل وحين قلت مررت برجل ملازم أبيه رجل فكأنك قلت في جميع هذا مررت برجل ملازم أباه ومررت برجل ملازم أبيه لأنّ هذا يجري مجرى الصفة التي تكون خالصة للأول ، وتقول مررت برجل مخالط جسمه أو بدنه داء ، فان ألقيت التنوين جرى مجرى الأوّل اذا أردت ذلك المعنى ولكنك تلقى التنوين تخفيفا ، فان قلت مررت برجل مخالطه داء وأردت معنى التنوين جرى على الأوّل كأنك قلت مررت برجل مخالط ايّاه داء ، فهذا تمثيل وان كان يقبح في الكلام ، فاذا كان يجري عليه اذا التبس بغيره فهو اذا التبس به أحرى أن يجرى عليه ، وإن زعم زاعم انه يقول مررت برجل مخالط بدنه داء ففرق بينه وبين المنوّن ، قيل له ألست تعلم أن الصفة اذا كانت للأول فالتنوين وغير التنوين سواء اذا أردت باسقاط التنوين معنى التنوين نحو قولك مررت برجل ملازم أباك ومررت برجل ملازم أبيك وملازمك فانه لا يجد بدّا من أن يقول نعم وإلا خالف جميع العرب والنحويين ، وإذا قال ذلك قلت أفلست تجعل هذا العمل اذا كان منونا وكان لشيء من سبب الأول أو
__________________
ـ مكنوزي العضل لانكسر الشعر والصقبان الطويلان والصقب عمود من أعمدة الخباء فشبه الطويل به ، والممشوق الضريب اللحم الطويل ، والمكنوز الشديد اللحم ، والعضل جمع عضلة وهي لحمة الساق ، والعضد ونحوهما مما فيه العصب.