الاسم المذكّر ، فمن ذلك هذا رجل ربعة وغلام يفعة ، فهذه الصفات ، والأسماء قولهم نفس وثلاثة أنفس ، وقولهم ما رأيت عينا يعني عين القوم ، فكأن أبه اسم مؤنّث يقع للمذكّر لأنهما والدان كما يقع العين للمذكّر والمؤنّث لأنهما شخصان فكأنهم انما قالوا أبوان لأنهم جمعوا بين أب وأبة ، إلا أنه لا يكون مستعملا إلا في النداء اذا عنيت المذكّر واستغنوا بالأمّ في المؤنّث من أبة وكان ذلك عندهم في الأصل على هذا ، فمن ثم جاؤا عليه بالأبوين وجعلوه في غير النداء أبا بمنزلة الوالد ، وكأن مؤنّثه أبة كما أن مؤنّث الوالد الوالدة ، ومن ذلك أيضا قولك للمؤنّث هذه امرأة عدل ، ومن الأسماء فرس هو للمذكّر فجعلوه لهما وكذلك عدل وما أشبه ذلك ، وحدثنا يونس أنّ بعض العرب يقول يا أمّ لا تفعلي جعلوا هذه الهاء بمنزلة هاء طلحة اذ قالوا يا طلح أقبل لأنهم رأوها متحرّكة بمنزلة هاء طلحة فحذفوها ، ولا يجوز ذلك في غير الأم من المضاف ، وانما جازت هذه الأشياء في الأب والأم لكثرتهما في النداء كما قالوا يا صاح في هذا الاسم وليس كلّ شيء يكثر في كلامهم يغيّر عن الأصل لأنه بالقياس عندهم فكرهوا ترك الأصل.
[باب ما تضيف اليه ويكون مضافا اليك]
وتثبت فيه الياء لأنه غير منادى وانما هو بمنزلة المجرور في غير النداء ، وذلك قولك يا ابن أخي ، ويا ابن أبي ، يصير بمنزلته في الخبر وكذلك يا غلام غلامي ، وقال الشاعر (وهو أبو زبيد الطائي) [خفيف]
(١) يا ابن أمي ويا شقيّق نفسي |
|
أنت خلّيتني لدهر شديد |
وقالوا يا ابن أمّ ويا ابن عمّ فجعلوا ذلك بمنزلة اسم واحد لأن هذا أكثر في كلامهم من يا ابن أبي ويا غلام غلامي ، وقد قالوا أيضا يا ابن أمّ ويا ابن عمّ كأنهم جعلوا الأول والآخر اسما ، ثم أضافوا الى الياء كقولك يا أحد عشر أقبلوا ، وان شئت قلت حذفوا الياء لكثرة هذا في كلامهم وعلى هذا قال أبو النجم :
__________________
(٤٦٧) الشاهد فيه اثبات الياء في الأم ، والنفس لأنهما غير مناديين فجر يا في اثبات الياء مجرى الاسم المضاف اليه في قولك يا ابن زيد في اثبات التنوين ، وصغر قوله يا شقيق نفسي دلالة على قربه من نفسه ولطف محله من قلبه.