يستعمل في الكلام ، ومثل خمستهم قول الشّماخ : [طويل]
(١) أتتنى سليم قضّها بقضيضها |
|
تمسّح حولي بالبقيع سبالها |
كأنّه قال انقضاضهم أي انقضاضا ومررت بهم قضّهم بقضيضهم كأنّه يقول مررت بهم انقضاضا فهذا تمثيل ، وإن لم يتكلّم به كما كان إفرادا تمثيلا وإنما ذكرنا الافراد في وحده والانقضاض في قضّهم لأنه اذا قال قضّهم فهو مشتق من معنى الانقضاض لأنه كأنه يقول انقضّ آخرهم على أوّلهم ، وكذلك وحده إنما هو من معنى التفرّد فكذلك أيضا يكون خمستهم نصبا اذا أردت معنى الانفراد ، فان أردت أنك لم تدع منهم أحدا جررت كما كان ذلك في قضّهم وبعض العرب يجعل قضّهم بمنزلة كلّهم يجريه على الوجوه.
[باب ما يجعل من الأسماء مصدرا كالمصادر التي فيها الألف واللام نحو العراك]
وذلك قولك مررت بهم الجمّاء الغفير والناس فيها الجمّاء الغفير فهذا ينتصب كانتصاب العراك وزعم الخليل أنهم أدخلوا الألف واللام في هذا الحرف وتكلّموا به على نيّة طرح الألف واللام وهذا جعل كقولك مررت بهم قاطبة ومررت بهم طرّا أي جميعا إلا أنّ هذا نكرة لا يدخله الألف واللام كما أنه ليس كلّ المصادر بمنزلة العراك كأنه قال مررت بهم جميعا فهذا تمثيل وإن لم يتكلّم به فصار طرّا وقاطبة بمنزلة سبحان الله في بابه لأنه لا يتصرّف كما أنّ طرّا وقاطبة لا يتصرّفان وهما في موضع المصدر ولا يكونان معرفة ولو كانا صفة لجريا على الاسم أو بنيا على الابتداء فلم يوجد ذا في الصفة وقد رأينا المصادر قد صنع ذا فيها فهما في موضع المصدر.
__________________
(٣٠٤) الشاهد فيه نصب قضها على الحال وهو معرفة بالاضافة لانه مصدر والقول فيه كالقول في العراك ، وعلته كعلته* وصف جماعة من تميم أتته تشهد عليه في دين لزمه قضاؤه فجعلوا يمسحون لحاهم تأهبا للكلام ، ومعنى قضها بقضيضها منقضا آخرهم على أولهم وأصل القض الكسر ، وقد استعمل الكسر موضع الانقضاض كقولهم عقاب كاسر أي منقضة ، والبقيع موضع بالمدينة ويروى أتتني سليم.