ذلك ويكون كمنزلته في كم وعشرين ، وإن شئت قلت رجالا فجاز عنده كما جاز عنده في كم حين دخل فيها معنى ربّ ، لأنّ المقدار معناه مخالف لمعنى كم في الاستفهام فجاز في تفسيره الواحد والجميع كما جاز في كم اذ دخلها معنى ربّ ، كما تقول ثلاثة أثوابا أي من ذا الجنس تجعله بمنزلة التنوين ، ومثل ذلك لا كزيد فارسا اذا كان الفارس هو الذي سمّيته كأنك قلت لا فارس كزيد فارسا ، وقال كعب بن جعيل. [طويل]
(١) لنا مرفد سبعون ألف مدجّج |
|
فهل في معد فوق ذلك مرفدا |
كأنه قال فهل في معد مرفد فوق ذلك مرفدا ومثل ذلك تالله رجلا كأنه أضمر تالله ما رأيت كاليوم رجلا وما رأيت مثله رجلا.
[باب ما ينتصب انتصاب الاسم بعد المقادير]
وذلك قولك ويحه رجلا ولله درّه رجلا وحسبك به رجلا وما أشبه ذلك ، وان شئت قلت ويحه من رجل وحسبك به من رجل ولله درّه من رجل فتدخل من هيهنا كدخولها في كم توكيدا ، وانتصب الرجل لأنه ليس من الكلام الأوّل وعمل فيه الكلام الأوّل فصارت الهاء بمنزلة التنوين ، ومع هذا أيضا أنك اذا قلت ويحه فقد تعجبت وأبهمت من أىّ أمور الرجل تعجبت وأىّ الأنواع تعجبت منه ، فاذا قلت فارسا وحافظا فقد اختصصت ولم تبهم وبيّنت في أىّ نوع هو ، ومثل ذلك قول عباس بن مرداس :
(٢) ومرّة يحميهم اذا ما تبدّدوا |
|
ويطعنهم شزرا فأبرحت فارسا |
__________________
(٤٤٢) الشاهد فيه نصب مرفد على التمييز لنوع الاسم المبهم المشار اليه وهو ذلك ، والمرفد الجيش من رفدته اذا قويته وأعننه* وصف جموع ربيعة وحلفاءهم من الأسد في الحروب التي كانت بينهم وبين تميم بالبصرة وأراد فهل في معد مرفد فوق ذلك فحذف المرفد لدلالة فوق عليه لأنها في موضع وصفه.
(٤٤٣) الشاهد فيه نصب فارس على التمييز للنوع الذي أوجب له فيه المدح والمعنى فأبرحت من فارس ، أي بالغت وتناهيت في الفروسية ، وأصل أبرحت من البراح وهو المتسع من الأرض المنكشف أى تبين فضلك تبين البراح من الأرض وما نبت فيه* يقول اذا تبددت الخيل أي تفرقت للغارة ردها وحماها أي حمى منها ، والشزر الطعن في جانب فان كان مستقيما فهو اليسر والشزر أشد منه لأن مقاتل الانسان في جانبيه.