ذلك له هنيئا مريئا ، فاختزل الفعل لأنه صار بدلا من اللفظ بقولك هنأك ، ويدلّك على أنه على إضمار هنأك قول الأخطل : [بسيط]
(١) الى إمام تغادينا فواصله |
|
أظفره الله فليهنىء له الظّفر |
كأنه اذا قال هنيئا له الظفر فقد قال ليهنىء له الظفر ، واذا قال ليهنىء له الظفر فقد قال هنيئا له الظفر فكلّ واحد منهما بدل من صاحبه فلذلك اختزلوا الفعل هيهنا كما اختزلوه في قولهم الحذر فالظفر والهنء عمل فيهما الفعل والظفر بمنزلة الاسم في قوله هنأ ذلك حين مثّل ، وكذلك قول الشاعر : [طويل]
(٢) هنيئا لأرباب البيوت بيوتهم |
|
وللعزب المسكين ما يتلمّس |
[باب ما جرى من المصادر المضافة مجرى المصادر المفردة المدعوّ بها]
وإنما أضيفت ليكون المضاف فيها بمنزلته في اللام اذا قلت سقيا لك لتبينّ من تعنى ، وذلك ويلك وويحك وويسك وويبك ، ولا يجوز سقيك إنما تجرى ذاكما أجرت العرب ، ومثل ذلك عددتك وكلتك ووزنتك ، ولا تقول وهبتك لأنهم لم يعدّوه ولكن وهبت لك ، وهذا حرف لا يتكلّم به مفردا إلا أن يكون على ويلك وهو قولك ويلك وعولك ولا يجوز عولك.
[باب ما ينتصب على إضمار الفعل المتروك إظهاره من المصادر في غير الدّعاء]
من ذلك قولك حمدا وشكرا لا كفرا وعجبا ، وأفعل ذلك وكرامة
__________________
(٢٦٠) الشاهد فيه قوله فليهنىء له الظفر وتصريحه بالفعل فدل على أن معنى هنيئا له الظفر كمعنى ليهنىء له الظفر وانه موضوع موضعه فلذلك لزمه النصب خاصة* أراد بالامام عبد الملك بن مروان والفواضل العطايا وأراد أظفره الله بقيس عيلان وكانوا من أشياع ابن الزبير.
(٢٦١) القول فيه كالقول في الذي قبله ، والعزب الذي لا زوج له ، والأنثى عزبة وعزب أيضا وهو في الاصل مصدر وصف به ولا فعل له يجري عليه ، ولكن يقال تعزب الرجل اذا صار عزبا :