ومسرّة ونعمة عين وحبّا ونعام عين ولا أفعل ذاك ولا كيدا ولا همّا ولأفعلن ذاك ورغما وهوانا ، فانما ينتصب هذا على إضمار الفعل ، كأنك قلت أحمد الله حمدا وأشكر الله شكرا وكأنك قلت أعجب عجبا وأكرمك كرامة وأسرّك مسرّة ولا أكاد كيدا ولا أهمّ همّا وأرغمك رغما وإنما اختزل الفعل هيهنا لأنهم جعلوا هذا بدلا من اللفظ بالفعل كما فعلوا ذلك في باب الدّعاء كأنّ قولهم حمدا في موضع أحمد الله وقوله عجبا منه في موضع أعجب منه وقوله ولا كيدا في موضع ولا أكاد ولا أهمّ ، وقد جاء بعض هذا رفعا يبتدأ ثمّ يبنى عليه وزعم يونس أنّ رؤبة بن العجّاج كان ينشد هذا البيت رفعا وهو لبعض مذحج (وهو هنيّ بن أحمر الكناني) : [كامل]
(١) عجب لتلك قضيّة وإقامتي |
|
فيكم على تلك القضيّة أعجب |
وسمعنا بعض العرب الموثوق به يقال له كيف أصبحت فيقول حمد الله وثناء عليه كأنه يحمله على مضمر في نيّته هو المظهر كأنّه يقول أمري وشأني حمد الله وثناء عليه ، ولو نصب لكان الذي في نفسه الفعل ولم يكن مبتدأ ليبنى عليه ولا ليكون مبنيّا على شيء هو ما أظهر ، وهذا مثل بيت سمعناه من بعض العرب الموثوق به يرويه : [طويل]
__________________
(٢٦٢) الشاهد فيه رفع عجب على اضمار مبتدإ والتقدير أمري عجب ، ويجوز أن يكون مرفوعا بالابتداء وان كان نكرة لوقوعه موقع المنصوب ويتضمن من الوقوع موقع الفعل ما يتضمن المنصوب فيستغني عن الخبر لأنه كالفعل والفاعل فكأنه قال أعجب لتلك قضية ، ويجوز أن يكون خبره في المجرور بعده ونصب قضية على التمييز للنوع الذي أشار اليه بتلك ، وكان هذا الشاعر ممن يبر أمه ويخدمها وكانت مع ذلك تؤثر أخاله عليه يقال له جندب ، وقبله :
واذا تكون كريهة أدعى لها |
|
واذا يحاس الحيس يدعى جندب |
فعجب من ذلك ومن صبره عليه.