[باب الترخيم]
والترخيم حذف أواخر الأسماء المفردة تخفيفا كما حذفوا غير ذلك من كلامهم تخفيفا ، وقد كتبناه فيما مضى وستراه فيما بقى ان شاء الله تعالى.
وأعلم أنّ الترخيم لا يكون إلا في النداء إلا أن يضطرّ شاعر وانما كان ذلك في النداء لكثرته في كلامهم فحذفوا ذلك كما حذفوا التنوين وكما حذفوا الياء من قومى ونحوه في النداء.
واعلم أنّ الترخيم لا يكون في مضاف اليه ولا في وصف لأنهما غير مناديين ، ولا ترخّم مضافا ولا اسما منوّنا في النداء من قبل أنه جرى على الأصل وسلم من الحذف حيث أجرى مجراه في غير النداء اذا حملته ما ينصب ، ومع ذلك أنه انما ينبغي أن تحذف آخر شيء في الاسم ولا تحذف قبل أن تنتهي الى آخره لأنّ المضاف اليه من الاسم الأوّل بمنزلة الوصل من الذي اذا قلت الذي قال وبمنزلة التنوين في الاسم ، ولا ترخّم مستغاثا به اذا كان مجرورا لأنه بمنزلة المضاف اليه ولا ترخّم المندوب لأنّ علامته مستعملة فاذا حذفوا لم يحملوا عليه مع الحذف الترخيم ، واذا ثنّيت لم ترخّم لأنها كالتنوين.
واعلم أنّ الحرف الذي يلي ما حذفت ثابت على حركته التي كانت فيه قبل أن تحذف إن كان فتحا أو كسرا أو ضما أو وقفا لأنك لم ترد أن تجعل ما بقي من الاسم اسما ثابتا في النداء وغير النداء ، ولكنك حذفت حرف الاعراب تخفيفا في هذا الموضع وبقي الحرف الذي يلي ما حذف على حاله لانه ليس عندهم حرف الاعراب ، وذلك قولك في حارث يا حار ، وفي سلمة يا سلم ، وفي برثن يا برث ، وفي هرقل يا هرق
[باب ما أواخر الأسماء فيه الهاء]
اعلم أنّ كلّ اسم كان مع الهاء ثلاثة أحرف أو أكثر من ذلك كان اسما خاصا غالبا أو اسما عاما لكلّ واحد من أمّة فانّ حذف الهاء منه في النداء أكثر في كلام العرب فأما ما كان اسما غالبا فنحو قولك يا سلم أقبل وأما الاسم العامّ فنحو قول العجّاج : * جارى لا تستنكرى عذيرى (١) * اذا أردت يا سلمة ويا جارية ، وأما ما كان على ثلاثة أحرف مع الهاء فنحو قولك ياشا ادجنى وياثب أقبلي اذا أردت شاة وثبة.
__________________
(١) تقدم شرحه في ص ٣٨٠ رقم ٤٧٨