وانما دعاهم لهم تعجّبا لأنه قد تبيّن لك أنّ المنادى يكون فيه معنى أفعل به يعنى يا لك فارسا ، وزعم الخليل أنّ هذا البيت مثل ذلك [وهو للأخطل] : [بسيط]
(١) أيام جمل خليلا لو يخاف لها |
|
صرما لخولط منه العقل والجسد |
وقال في قول الشاعر :
(٢) * يا هند هند بين خلب وكبد*
يجعلها نكرة ، وقد يجوز أن تقول بعد النداء مقبلا على من تحدّثه هند هذه بين خلب وكبد فيكون معرفة.
__________________
ـ بني عامر من تمنيه لقتله وتوعده له والأحوص من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن فقال ابن صعصعة بن سعد لأنهم فيما يقال من بني سعد بن زيد مناة ابن تميم نزلوا في معاوية بن بكر فنسبوا اليهم وأراد عامر بن صعصعة فرخم.
(٤٨٤) الشاهد فيه نصب خليل على الاختصاص والتعجب والمعنى أيام جمل لو يخاف لها صرما أي أيام كونها هكذا ثم قال خليلا أي أعجب بها خليلا وما أعجبها خليلا ، وهو مناسب لما قبله لما فيه من معني الاختصاص والتعجب ويروى أيام جمل خليل على الابتداء والخبر واضافة الأيام الى الجملة لأنها ظرف زمان وهذا أبين وأحسن ولا شاهد فيه ، وقال بعض النحويين انما احتج به لنصب الايام على الاختصاص ، كما نصب بني منقر ونحوه على ذلك وهذا القول ليس بشيء لان الايام منصوبة على الظرف للمعنى المتقدم قبلها في قوله :
=وقد أراها وشعب الحى مجتمع |
|
وأنت صب بمن علقت معتمد |
أي قد أرى هذه الدار في هذا الوقت كذا ، وأضاف الايام الى جمل فجرها على تقدير أيام حال جمل وكون جمل ونحو ذلك من التقدير.
(٤٨٥) الشاهد فيه حمل هند الثانية على اضمار مبتدأ ، وتقديرها نكرة موصوفة بما بعدها والتقدير أنت هند مستقرة بين خلب وكبد كما يقال أنت زيد من الزيدين فيجعل نكرة ، ويجوز أن تجعلها معرفة على أصلها مقطوعة أيضا مما قبلها كأنه قال هند هذه المذكورة بين خلبي وكبدي مستقرة ، والخلب لحمة تصل ما بين الكبد وزيادتها فجعلها في الاتصال بنفسه قد حلت ذلك المحل.