والصالحين نعت للمنفي ومن اسمه ، وليس واحد من الاسمين ولى لا ثم وليته لك ولكنه وصف وموصوف فليس للموصوف سبيل الى الاضافة ، ولم يجيء ذلك في الوصف لأنه ليس بالمنفي وانما هو صفة ، وانما جاز التخفيف في النفي فلم يجز ذلك إلا في المنفي كما أنه يجوز في المنادى أشياء لا تجوز في وصفه من الحذف والاستخفاف ، وقد بين ذلك.
[باب ما جرى على موضع المنفي لا على الحرف الذي عمل في المنفي]
فمن ذلك قول ذي الرمة :
(١) بها العين والأر آم لا عدّ عندها |
|
ولا كرع إلا المغارات والرّبل |
وقال رجل من مذحج : [كامل]
(٢) هذا لعمركم الصّغار بعينه |
|
لا أمّ لى إن كان ذاك ولا أب |
فزعم الخليل أن هذا أجرى على الموضع لا على الحرف الذي عمل في الاسم كما أن الشاعر حين قال (وهو عقيبة الأسدي) :
* فلسنا بالجبال ولا الحديدا (٣) *
أجراه على الموضع ، ومثل ذلك أيضا قول العرب لا مال له قليل ولا كثير رفعوه على الموضع ومثل ذلك أيضا قول العرب لا مثله أحد ولا كزيد أحد ، وإن شئت حملت
__________________
(٥٢١) الشاهد فيه رفع كرع عطفا على موضع الاسم المنصوب بلا ، والتقدير لا فيها عد ولا كرع ولو نصب حملا على اللفظ لجاز* وصف فلاة لا ماء بها الا ما غار من ماء السماء ولا شجر الا ما تربل في أصول اليبس ، وهو الربل والعين بقر الوحش واحدها أعين وعيناء سميت بذلك لسعة عيونها ، والأرآم جمع ريم وهو الظبي الخالص البياض ، والعد الماء الثابت المعتد به كماء الآبار والعيون ، والكرع ما تكرع فيه الواردة من ماء السماء مما يظهر على وجه الأرض والمغارات حيث يغور ماء السماء.
(٥٢٢) الشاهد فيه عطف الأب على موضع الأم والقول فيه كالقول في الذي قبله ، وقد تقدم معنى البيت وخبره والبيت الذي قبله يبينه وهو قوله :
واذا تكون كريهة أدعي لها |
|
واذا يحاس الحيس يدعي جندب |
(١) تقدم شرحه في ص ٤٦ رقم ٥١