وقال الأسود بن يعفر : [طويل]
ألا هل لهذا الدهر من متعلّل |
|
عن الناس مهما شاء بالناس يفعل (١) |
وقال إن تأتني فأكرمك أى فأنا أكرمك فلا بدّ من رفع فأكرمك اذا سكتّ عليه لأنه جواب وإنما ارتفع لأنه مبني على مبتدإ ، ومثل ذلك قوله عزوجل (وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ) ومثله (وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً) ومثله (فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً).
[باب الأسماء التي يجازى بها وتكون بمنزلة الّذي]
وتلك الأسماء من وما وأيّهم فاذا جعلتها بمنزلة الذي قلت ما تقول أقول فيصير تقول صلة لما حتى تكمل اسما فكأنك قلت الذي تقول أقول وكذلك من يأتني آتيه وأيّها تشاء أعطيك ، وقال الفرزدق : [بسيط]
(٢) ومن يميل أمال السيف ذروته |
|
حيث التقى من حفافي رأسه الشّعر |
وتقول آتي من يأتيني وأقول ما تقول وأعطيك أيّها تشاء هذا وجه الكلام وأحسنه ، وذلك أنه قبيح أن تؤخّر حرف الجزاء اذا جزم ما بعده فلمّا قبح ذلك حملوه على الذي ، ولو جزموه هاهنا لحسن أن تقول آتيك إن تأتني ، فاذا قلت آتي من أتاني فأنت بالخيار إن شئت كانت أتاني صلة وان شئت كانت بمنزلتها في إن ، وقد يجوز في الشعر آتي من يأتني وقال الهذلي (وهو ابو ذؤيب) : [طويل]
(٣) فقلت تحمّل فوق طوقك إنّها |
|
مطبّعة من يأتها لا يضيرها |
__________________
(١) أي مهما شاء أن يفعل بالناس يفعل وقد مر البيت بتفسيره في ص ٣٨٩ رقم ٤٩٠
(٦٦٠) الشاهد في رفع يميل لانه جعل من بمعنى الذي وفيها معنى الشرط لأنها هاهنا مبهمة لا تخص شيئا بعينه أي من مال عن الحق والتزام الطاعة قتل ، وأراد بالذروة الرأس لعلوه وذروة كل شيء أعلاه ، وحفافا الرأس جانباه ، وملتقى شعرهما القفا.
(٦٦١) الشاهد فيه رفع يضيرها على نية التقديم في مذهبه ، والتقدير لا يضيرها من يأتها ، وهو عند المبرد على ارادة الفاء لأن يضيرها اذا تقدمت على من ارتفعت به ويطل فيها الجزاء لأن حرف الشرط لا يعمل فيه ما قبله والحجة لسيبويه أنه يقدر الضمير في يضير ـ