(١) يا أقرع بن حابس يا أقرع |
|
إنك إن يصرع أخوك تصرع |
أي إنك تصرع إن يصرع أخوك ، ومثل ذلك قوله : [بسيط]
(٢) هذا سراقة للقرآن يدرسه |
|
والمرء عند الرّشا إن يلقها ذيب |
أي المرء ذئب إن يلق الرّشا ، قال الأصمعي هو قديم أنشدنيه أبو عمرو ، وقال ذو الرمة :
(٣) وإني متى أشرف على الجانب الذي |
|
به أنت من بين الجوانب ناظر |
أي ناظر متى أشرف فجاز هذا في الشعر وشبّهوه بالجزاء اذا كان جوابه منجزما لأنّ المعنى واحد كما شبّه ، الله يشكرها ، وظالم ، بإذاهم يقنطون جعله بمنزلة يظلم ويشكرها الله كما كان هذا بمنزلة قنطوا ، وكما قالوا في اضطرار إن تأتني أنا صاحبك يريد معنى الفاء فشبّهه ببعض ما يجوز في الكلام حذفه وأنت تعنيه ، وقد يقال إن أتيتني آتك وان لم تأتني أجزك لأنّ هذا في موضع الفعل المجزوم وكأنه قال إن تفعل أفعل ، ومثل ذلك قوله عزوجل (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها) فكان فعل ، وقال الفرزدق : [بسيط]
(٤) دسّت رسولا بأن القوم إن قدروا |
|
عليك يشفوا صدورا ذات توغير |
__________________
(٦٥٦) الشاهد فيه على مذهبه تقديم تصرع في النية وتضمنه الجواب في المعنى والتقدير إنك تصرع إن يصرع أخوك وهذا من ضرورة الشعر لأن حرف الشرط قد جزم الأول فحكمه أن يجزم الآخر وهو عند المبرد على حذف الفاء كما تقدم.
(٦٥٧) تقديره عنده والمرء عند الرشا ذيب إن يلقها والمبرد يجعله على ارادة الفاء كما تقدم* هجا رجلان من القراء فنسب اليه الرياء وقبول الرشا والحرص عليها والهاء في يدرسه كناية عن المصدر والفعل متعد باللام الى القرآن لتقدمه على حد قولك لزيدا ضرب والتقدير هذا سراقة يدرس القرآن درسا.
(٦٥٨) تقديره واني ناظر متى أشرف والقول فيه كالقول في الذي قبله* يقول لكلفي بك لا أنظر الى سواك.
(٦٥٩) الشاهد فيه جزم يشفوا على الجواب لأن الاول في موضع جزم والتوغير الغضب والحقد وأصله من وغرة القدر وهي فورتها عند الغلي.