مضمومة الى الصدر كما يضم المضاف اليه الى المضاف لأنهما كانا بائين وصل أحدهما بالآخر فالآخر بمنزلة المضاف اليه في أنه ليس من الأول ولا فيه ، وهما من الاعراب كاسم واحد لم يكن آخره بائنا من أوله ، واذا رخمت رجلا اسمه خمسة عشر قلت يا خمسة أقبل ، وفي الوقف تبين الهاء ، يقول لا تجعلها تاء لأنها تلك الهاء التي كانت في خمسة قبل أن تضم اليها عشر ، كما أنك لو سميت رجلا مسلمين كنت قائلا في الوقف يا مسلمه لأن الهاء لو أبدلت منها تاء لتلحق الثلاثة با لأربعة لم تحرّك الميم ، وأما اثنا عشر فاذا رخمته حذفت عشر مع الألف لأن عشر بمنزلة نون مسلمين والألف بمنزلة الواو وأمره في الاضافة والتحقير كأمر مسلمين ، يقول تلقي عشر مع الألف كما تلقي النون مع الواو.
واعلم أن الحكاية لا ترخّم لأنك لا تريد أن ترخّم غير منادى وليس مما يغيّره النداء وذلك نحو تأبّط شرّا وبرق نحره وما أشبه ذلك ، ولو رخمت هذا لرخمت رجلا يسمي بقول عنترة : * يا دار عبلة بالجواء تكلّمى*
[باب ما رخّمت الشعراء في غير النداء اضطرارا]
قال الراجز :
(١) * وقد وسطت مالكا وحنظلا*
وقال ابن أحمر :
(٢) أبو حنش يؤرّقنا وطلق |
|
وعمّار وآونة أثالا |
__________________
(٥٠٨) الشاهد في ترخيم حنظلة في غير النداء ضرورة ومعنى وسطت توسطتهم في الشرف ومالك هو مالك بن حنظلة بن تميم وهو أبو دارم بن مالك.
(٥٠٩) الشاهد في ترخيم اثالة في غير النداء ضرورة وتركه على لفظه وان كان في المعنى مرفوعا ، وقد قدمت أن سيبويه يرى أن اجراءه بعد الترخيم في غير النداء على الوجهين الجائزين فيما يرخم في النداء والمبرد لا يراه جائزا الاعلى لغة من جعله اسما على حياله متصرفا بوجوه الاعراب ، ويزعم أن قوله اثالا منصوب محمول على الضمير المنصوب في قوله يؤرقنا ، والمعروف من هذا ان عمرو بن أحمر رثى قوما منهم اثالة فهو من جملة من أرقه حزنا عليه.