أي كأنك جمل من جمال بني أقيش ، ومثل ذلك أيضا قوله : [رجز]
(١) لو قلت ما في قومها لم تيئم |
|
يفضلها في حسب وميسم |
يريد ما في قومها أحد فحذفوا هذا كما قالوا لو أن زيدا هيهنا وانما يريدون لكان كذا وكذا ، وقولهم ليس أحد أي ليس هيهنا أحد فكلّ ذلك حذف تخفيفا ، واستغناء بعلم المخاطب بما يعني ، ومثل البيتين الأولين قول الشاعر ، (وهو ابن مقبل) : [طويل]
(٢) وما الدهر إلّا تارتان فمنهما |
|
أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح |
انما يريد فمنها تارة أموت وأخرى ، ومثل قولهم ليس غير هذا الذي أمس يريد الذي فعل أمس وقوله (وهو العجاج) :
(٣) * بعد اللّتيّا واللّتيّا والتي*
فليس حذف المضاف اليه في كلامهم بأشدّ من حذف تمام الاسم.
[باب لا يكون وليس وما أشبههما]
فاذا جاءتا وفيهما معنى الاستثناء فان فيهما إضمارا على هذا وقع فيهما معنى الاستثناء كما أنه لا يقع معنى النهي في حسبك إلا أن يكون مبتدءا وذلك قولك ما أتاني القوم ليس زيدا وأتوني لا يكون زيدا وما أتاني أحد لا يكون زيدا ، كأنه حين قال أتوني صار المخاطب عنده قد وقع في خلده أن بعض الآتين زيد حتى ، كأنه قال بعضهم زيد فكأنه قال ليس بعضهم زيدا ، وترك إظهار بعض استغناء كما ترك الاظهار في لات حين فهذه حالهما
__________________
(٥٧٠) الشاهد فيه حذف الاسم كما تقدم والتقدير لو قلت ما في قومها أحد يفضلها لم تكذب فتأثم والميسم الجمال وكسر تاء تأثم على لغة من يكسر تاء تفعل فانقلبت الألف ياء.
(٥٧١) الشاهد فيه حذف الاسم لدلالة الصفة عليه ، والتقدير فمنها تارة أموت فيها والقول فيه كالقول في الذي قبله ومعنى أكدح أسعى وأجهد في طلب الرزق.
(٥٧٢) الشاهد فيه حذف صلة التي اختصارا لعلم السامع بما أراد ، هذا تقدير سيبويه وبعده* إذا علتها أنفس تردت* وهذا يكون صلة للتي فاما أن يكون سيبويه لم يرو هذا بعده وإما ان يكون قد رواه فجعله صلة للتي وحدها وحذف صلة اللتيا فيكون الشاهد في ذلك وحسن حذف صلة اللتيا لتصغيرها الدال على شناعتها لأنهم قد يصغرون الشيء على معنى التعظيم والتشنيع.