[باب متصّرف رويد]
تقول رويد زيدا ، وانما تريد أرود زيدا ، قال الهذلي : [طويل]
(١) رويد عليّا جدّ ما ثدي أمّهم |
|
الينا ولكن بغضهم متمابن |
وسمعنا من العرب من يقول والله لو أردت الدّراهم لأعطيتك رويد ما الشعر ، يريد أرود الشعر كقول القائل لو أردت الدراهم لأعطيتك فدع الشّعر ، فقد تبيّن لك أن رويد في موضع الفعل ويكون رويد أيضا صفة كقولك ساروا سيرا رويدا ويقولون أيضا ساروا رويدا فيحذفون السير ويجعلونه حالا به وصف كلامه اجتزاء بما في صدر حديثه من قوله ساروا عن ذكر السير ، ومن ذلك قول العرب ضعه رويدا أي وضعا رويدا ، ومن ذلك قولك للرجل تراه يعالج شيئا رويدا إنما تريد علاجا رويدا فهذا على وجه الحال إلا أن يظهر الموصوف فيكون على الحال وعلى غير الحال.
واعلم أن رويدا تلحقها الكاف ، وهي في موضع إفعل وذلك قولك رويدك زيدا ورويدكم زيدا وهذه الكاف التي لحقت انما لحقت لتبيّن المخاطب المخصوص لأن رويد تقع للواحد والجمع والذكر والأنثى ، فانما أدخل الكاف حين خاف التباس من يعنى بمن لا يعنى وانما حذفها في الاول استغناء بعلم المخاطب أنه لا يعنى غيره ، فلحاق الكاف كقولك يا فلان للرّجل حتى يقبل عليك ، وتركها كقولك للرجل أنت تفعل اذا كان مقبلا عليك بوجهه منصتا لك ، فتركت يا فلان حين قلت أنت تفعل استغناء باقباله عليك ، وقد تقول أيضا رويدك لمن لا يخاف أن يلتبس بسواه توكيدا
__________________
(٢٠٥) الشاهد فيه نصب على برويد لانه بدل من قولك أرود ومعناه أمهل* وصف قطيعة كانت بينهم وبين كنانة ووحشة على ما بينهم من القرابة والاخوة ، وعلى حي من كنانة ابن خزيمة بن مدركة والشاعر من هذيل بن مدركة فيقول أمهلهم حتى يؤبوا الينا بودهم ويرجعوا عما هم عليه على قطيعتهم وبغضهم فقطيعتهم لنا غير أصل وبغضهم ايانا لا حقيقة له ، ومعنى جد قطع والمتماين المتكاذب والمين الكذب.