أن تجىء بها وأنت اذا ذكرت الكاف تمثّل ويكون قريبا هيهنا ان شئت ظرفا وان لم تجعل قريبا ظرفا جاز فيه الجرّ على الباء والنصب على الموضع.
[باب الاضمار في ليس وكان كالاضمار في إنّ]
اذا قلت إنّه من يأتنا نأته وإنّه أمة الله ذاهبة ، فمن ذلك قول بعض العرب ليس خلق الله مثله فلولا أن فيه إضمارا لم يجز أن تذكر الفعل ولم تعمله في اسم ولكن فيه من الاضمار مثل ما في إنّه ، وسوف نبين حال هذا الاضمار كيف هو ان شاء الله ، قال حميد الارقط : [بسيط]
(١) فأصبحوا والنّوى عالي معرّسهم |
|
وليس كلّ النّوى تلقى المساكين |
فلو كان كلّ على ليس ولا إضمار فيه لم يكن الا الرفع في كلّ ولكنّه انتصب على تلقى ، ولا يجوز أن تحمل المساكين على ليس وقد تقدّمت فجعلت الذي يعمل فيه الفعل الآخر يلي الأوّل وهذا لا يحسن. لو قلت كانت زيدا الحمّى تأخذ أو تأخذ الحمّى لم يجز وكان قبيحا ، ومثل ذلك في الاضمار قول العجير «سمعناه ممّن يوثّق بعربيته» : [طويل]
(٢) إذا متّ كان الناس صنفان شامت |
|
وآخر مثن بالذى كنت أصنع |
أضمر فيها ، وقال بعضهم كان أنت خير منه كأنّه قال إنه أنت خير منه ومثله (كاد
__________________
(٥٥) استشهد به على الاضمار في ليس لأنها فعل وجعل الدليل على ذلك إيلاءها المنصوب بغيرها وشرط العامل أن لا يفصل بينه وبين معموله بما لم يعمل فيه لأن ما عمل فيه من سببه فلا يفصل بينه وبينه بأجنبي ليس منه* وصف بالبيت أضيافا نزلوا به ، وقبل البيت
باتوا وجلتنا الصهباء بينهم |
|
كأن أظفارهم فيها السكاكين |
والجلة قفة التمر تتخذ من سعف النخل وليفه فلذلك وصفها بالصهبة فيقول لما أصبحوا ظهر على معرسهم وهو موضع نزولهم نوى التمر وعلاه لكثرته على انهم لحاجتهم لم يلقوا الا بعضه ، وذا اشارة الى كثرة ما قدم لهم منه وكثرة أكلهم له ونصب كل بيلقى والجملة تفسير للمضمر في ليس وخبر عنه.
(٥٦) استشهد به على الاضمار في كان كما تقدم في ليس ولو لم يضمر لنصب الخبر فقال صنفين ومعنى البيت ظاهر من لفظه.