ومررت برجل فضّة حلية سيفه ، وإنما كان الرفع في هذا أحسن من قبل أنه ليس بصفة لو قلت له خاتم حديد ، او هذا خاتم طين كان قبيحا ، انما الكلام أن تقول هذا خاتم حديد وصفة خز وخاتم من حديد وصفّة من خز ، فكذلك هذا وما أشبهه ، ويدلك أيضا على أنه ليس بمنزلة حسن وكريم أنك تقول مررت بحسن أبوه وقد مررت بالحسن أبوه فصار هذا بمنزلة اسم واحد كأنك قلت مررت بحسن اذا جعلت الحسن للمرور به ، فمن ثم أيضا قالوا مررت برجل حسن أبوه ومررت برجل ملازمه أبوه ، كأنهم قالوا مررت برجل حسن وبرجل ملازمه ولا تقول مررت بخزّ صفّته ولا بطين خاتمه لأنّ هذا اسم ، وقد يكون في الشعر هذا خاتم طين وصفّة خز مستكرها ، فالجرّ يكون في مررت بصحيفة طين خاتمها على هذا الوجه ، ومن العرب من يقول مررت بقاع عرفج كلّه يجعلونه كأنه وصف.
[باب ما جرى من الأسماء التي تكون صفة مجرى الأسماء التي لا تكون صفة]
وذلك أفعل منه ومثلك وأخواتهما وحسبك من رجل وسواء عليه الخير والشرّ وأيّما رجل وأبو عشرة وأب لك وأخ لك وصاحب لك وكلّ رجل ، وأفعل شيء نحو خير شيء وأفضل شيء وأفعل ما يكون وأفعل منك ، وانما صار هذا بمنزلة الأسماء التي لا تكون صفة من قبل أنها ليست بفاعلة وأنها ليست كالصفات غير الفاعلة ، نحو حسن وطويل وكريم من قبل أن هذه تفرد وتؤنّث بالهاء كما يؤنّث فاعل ، ويدخلها الألف واللام وتضاف الى ما فيه الألف واللام ، وتكون نكرة بمنزلة الاسم الذي يكون فاعلا حين تقول هذا رجل ملازم الرجل ، وذلك قولك هذا حسن الوجه ومع ذلك أنّك تدخل على حسن الوجه الألف واللام فتقول الحسن الوجه كما تقول الملازم الرجل فحسن وما أشبهه يتصرّف هذا التصرّف ولا تستطيع أن تفرد شيئا من هذه الأسماء الأخر لو قلت هذا رجل خير وهذا رجل أفضل ، وهذا رجل أب لم يستقم ولم يكن حسنا وكذلك أي ، لا تقول هذا رجل أي فلمّا أضفتهنّ وأوصلت اليهنّ شيئا حسنّ وتممن به فصارت الاضافة وهذه اللواحق تحسّنه ولا تستطيع أن تدخل