واعلم أنه اذا اجتمع بعد حرف الاستفهام نحو هل وكيف ومن اسم وفعل كان الفعل بأن يلى حرف الاستفهام أولى لأنها عندهم في الأصل من الحروف التي يذكر بعدها الفعل وقد بيّن حالهن.
[باب الحروف التي يجوز أن يليها بعدها الأسماء ويجوز أن يليها بعدها الأفعال]
وهي لكن وإنّما وكأنّما وإذ ونحو ذلك لأنها حروف لا تعمل شيئا وتركت الأسماء بعدها على حالها كأنه لم يذكر قبلها شيء فلم يجاوز ذابها ، اذ كانت لا تغيّر ما دخلت عليه فيجعلوا الاسم أولى بها من الفعل ، سألت الخليل عن قول العرب انتظرني كما آتيك وارقبني كما ألحقك فزعم أنّ ما والكاف جعلتا بمنزلة حرف واحد وصيّرت للفعل كما صيّرت للفعل ربّما والمعنى لعليّ آتيك فمن ثم لم ينصبوا به الفعل كما ينصبوا بربّما ، قال رؤبة : [رجز]
(١) * لا تشتم الناس كما لا تشتم*
وقال ابو النجم : [رجز]
(٢) قلت لشيبان ادن من لقائه |
|
كما تغدّي الناس من شوائه |
[باب نفي الفعل]
اذا قال فعل فانّ نفيه لم يفعل ، واذا قال قد فعل فانّ نفيه لمّا يفعل ، واذا قال لقد فعل فانّ نفيه ما فعل ، لأنه كأنه قال والله لقد فعل فقال والله ما فعل واذا قال هو يفعل أي هو في حال فعل فانّ نفيه ما يفعل ، واذا قال هو يفعل ولم يكن
__________________
(٦٩٤) الشاهد فيه وقوع الفعل بعد كما لأنها كاف التشبيه وصلت بما وهيئت لوقوع الفعل بعدها كما فعل بربما ومعناها هنا لعل أي لا تشتم الناس لعلك لا تشتم ان لم تشتمهم ومن النحويين من يجعلها بمعنى كي ويجيز النصب بها وهو مذهب الكوفيين.
(٦٩٥) الشاهد في قوله كما تغدى والقول فيه كالقول في الذي قبله* يقول هذا لابنه شيبان يأمره باتباع ظليم والدنو منه لعله يصيده فيطعم الناس من شوائه.