واللهمّ اغفر لنا أيتها العصابة ، وانما أردت أن تختصّ ولا تبهم حين قلت أيّتها العصابة وأيّها الرجل أراد أن يؤكد لأنه اختص حين قال أنا ولكنه أكد كما تقول للذي هو مقبل عليك بوجهه مستمع منصت لك كذا كان الأمر يا أبا فلان توكيدا ولا تدخل يا هيهنا لأنك لست تنبه غيرك.
[باب من الاختصاص يجري على ما جرى عليه النداء]
فيجيء لفظه على موضع النداء نصبا لأن موضع النداء نصب ولا تجري الأسماء فيه مجراها في النداء لأنهم لم يجروها على حروف النداء ولكنهم أجروها على ما حمل عليه النداء ، وذلك قولك إنا معشر العرب نفعل كذا وكذا كأنه قال أعني ولكنه فعل لا يظهر ولا يستعمل ، كما لم يكن ذلك في النداء لأنهم اكتفوا بعلم المخاطب وأنهم لا يريدون أن يحملوا الكلام على أوله ، ولكن ما بعده محمول على أوله وذلك نحو قوله (وهو عمرو بن الأهتم المنقري) : [بسيط]
(١) إنّا بني منقر قوم ذوو حسب |
|
فينا سراة بني سعد وناديها |
وقال الفرزدق :
(٢) ألم ترانّا بني دارم |
|
زرارة منا أبو معبد |
فانما اختصّ الاسم هيهنا ليعرف بما حمل على الكلام الأول وفيه معنى الافتخار ،
__________________
(٤٧٩) الشاهد فيه نصب بني منقر على الاختصاص والفخر ، وذكر هذا في باب النداء لأن العامل فيه وفي المنادى فعل لا يجوز اظهاره مع اشتراكهما في معنى الاختصاص والفخر على ما بينه ، ورفع القوم لأنه خبر لان ، والمعنى انا قوم ذو حسب ثم اختص من يعني بذلك من الأقوام فقال بني منقر أي أعني هؤلاء وأريدهم ، وبنو منقرحي من بني سعد بن زيد مناة ابن تميم ، والسراة السادة واحدهم سرى وهو جمع غريب لا يجري على واحده وانما هو اسم يؤدى عن الجمع ولذلك جمع فقيل سروات ، والنادي والندى المجلس واشتقاقه من نداء القوم بعضهم بعضا بالحديث أي فينا مجتمع القوم وخوضهم في الرأي والتدبير واصلاح أمر العشيرة.
(٤٨٠) الشاهد فيه نصب بنى دارم على الاختصاص والفخر والقول فيه كالقول في الذي قبله وزرارة هذا من بني عبد الله بن دارم وفيه وفي ولده شرفهم وبيتهم وكنيته أبو معبد.