عبد الله اذا أردت أرود عبد الله ، وأمّا حيّهلك وهاءك وأخواتها فليس فيها إلا ما ذكرنا لأنهن لم يجعلن مصادر.
واعلم أنّ ناسا من العرب يجعلون هلمّ بمنزلة الأمثلة التي اخذت من الفعل يقولون هلمّي وهلمّا وهلمّوا واعلم أنك لا تقول دوني كما قلت علىّ لأنه ليس كلّ فعل يجيء بمنزلة أولني قد تعدّى الى مفعولين فانما علىّ بمنزلة أولني ودونك بمنزلة خذ ، لا تقول آخذني درهما ولا خذني درهما.
واعلم أنه لا يجوز لك أن تقول عليه زيدا تريد به الامر كما أردت ذلك في الفعل حين قلت ليضرب زيدا لأن عليه ليس من الفعل وكذلك حذره زيدا قبيحة لأنها ليست من أمثلة الفعل فانما جاء تحذيري زيدا الأن المصدر يتصرف مع الفعل فيصير حذرك في موضع احذر وتحذيري في موضع حذّرني فالمصدر أبدا في موضع فعله ، ودونك لم يؤخذ من فعل ولا عندك فانما تنتهي فيها حيث انتهت العرب.
واعلم أنه يقبح زيدا عليك وزيدا حذرك لأنه ليس من أمثلة الفعل فقبح أن يجري ما ليس من الامثلة مجراها إلا أن تقول زيدا فتنصب باضمارك الفعل ثم تذكر عليك بعد ذلك فليس يقوى هذا قوة الفعل لأنه ليس بفعل ولا يتصرّف تصرف الفاعل الذي في معنى يفعل.
[باب ما جرى من الامر والنهي على إضمار الفعل المستعمل إظهاره]
«اذا علمت أن الرجل مستغن عن لفظك بالفعل»
وذلك قولك زيدا وعمرا ورأسه ، وذلك أنك رأيت رجلا يضرب أو يشتم أو يقتل فاكتفيت بما هو فيه من عمله أن تلفظ له بعمله فقلت زيدا أي أوقع عملك بزيد ، أو رأيت رجلا يقول أضرب شرّ الناس فقلت زيدا ، أو رأيت رجلا يحدّث حديثا فقطعه فقلت حديثك ، قدم رجل من سفر فقلت حديثك ، استغنيت عن الفعل بعمله ، أنّه مستخبر فعلى هذا يجوز هذا وما أشبهه ، وأمّا النّهي فانه التحذير كقولك الأسد الأسد والجدار الجدار والصبىّ الصبىّ ، فانما نهيته أن يقرب الجدار