شيئا أو تأمره أن يتقدّم ومثلها أمامك اذا كنت تحذّره أو تبصّره شيئا ، وإليك اذا قلت تنحّ ووراءك ، اذا أردت أفطن لما خلفك ، وحدّثنا أبو الخطاب أنه سمع من العرب من يقال له إليك فيقول إليّ كأنه قيل له تنحّ فقال أتنحّى ولا يقال دوني ولا عليّ ، هذا انما سمعناه في هذا الحرف وحده وليس لها قوة الفعل فيقاس.
واعلم أن هذه الأسماء المضافة بمنزلة الأسماء المفردة في العطف والصفات وفيما قبح فيها وحسن لأنّ الفاعل المأمور والفاعل المنهيّ في هذا الباب مضمران في النيّة ولا يجوز أن تقول رويده زيدا ودونه عمرا يريد به غير المخاطب لأنه ليس بفعل ، ولا يتصرّف تصرّفه ، وحدّثني من سمعه أنّ بعضهم قال عليه رجلا ليسني وهذا قليل شبّهوه بالفعل ، وقد يجوز أن تقول عليكم أنفسكم وأجمعين فتحمله على المضمر المجرور الذي ذكرته للمخاطبة كما حملته على لك حين ذكرتها بعد هلمّ ولم تحمل على المضمر الفاعل في النية فجاز ذلك ، ويدلك على أنك اذا قلت عليك فقد أضمرت فاعلا في النية وانما الكاف للمخاطبة قولك علىّ زيدا ، وانما أدخلت الياء على مثل قولك للمأمور أولني زيدا ، ولو قلت أنت نفسك لم يكن الا رفعا ، ولو قال انا نفسي لم يكن إلا جرّا ألا ترى أن الياء والكاف انما جاءتا لتفصيلا بين المأمور والامر في المخاطبة ، واذا قال عليك زيدا فكأنه قال له انت زيدا ألا ترى أن للمأمور اسمين اسما للمخاطبة مجرورا واسمه الفاعل المضمر في النيّة كما كان اسم فاعل مضمر في النيّة حين قال علىّ فاذا قلت عليك فله اسمان مجرور ومرفوع ولا يحسن أن تقول عليك وأخيك كما لا يحسن أن تقول هلمّ لك وأخيك ، وكذلك حذرك يدلك على أن حذرك بمنزلة عليك قولك تحذيري زيدا اذا أردت حذّرني زيدا ، فالمصدر وغيره في ذا الباب سواء ، ومن جعل رويدا مصدرا قال رويدك نفسك اذا أراد أن يحمل نفسك على الكاف ، كما قال عليك نفسك حين حمل الكلام على الكاف ، وهي مثل حذرك سواء اذا جعلت مصدرا لأنّ الحذر مصدر وهو مضاف الى الكاف فان حملت نفسك على الكاف جررت وان حملته على المضمر في النيّة رفعت وكذلك رويدكم اذا أردت الكاف تقول رويدكم أجمعين ، وأمّا قول العرب رويدك نفسك فانّهم يجعلون النفس بمنزلة عبد الله اذا أمرته به كأنك قلت رويدك