[باب ما ينتصب من الأسماء التي أخذت من الأفعال انتصاب الفعل استفهمت أو لم تستفهم]
وذلك قولك أقائما ، وقد قعد الناس ، وأقاعدا وقد سار الرّكب وكذلك إن أردت هذا المعنى ولم تستفهم تقول قاعدا علم الله ، وقد سار الركب ، وقائما قد علم الله وقد قعد الناس ، وذلك أنه رأى رجلا في حال قيام أو حال قعود فأراد أن ينبّهه فكأنّه لفظ بقوله أتقوم قائما وأتقعد قاعدا ، ولكنه حذف استغناءا بما يرى من الحال وصار الاسم بدلا من اللفظ بالفعل فجرى مجرى المصدر في هذا الموضع ، ومثل ذلك عائذا بالله من شرّها كأنّه رأى شيئا يتّقى فصار عند نفسه في حال استعاذة حتى صار بمنزلة الذي رآه في حال قيام وقعود لأنه يرى نفسه في تلك الحال فقال عائذا بالله كأنه قال أعوذ بالله عائذا بالله ولكنه حذف الفعل لانه بدل من قوله أعوذ بالله فصار هذا يجري هاهنا مجرى عياذا بالله ، ومنهم من يقول عائذ بالله واذا ذكرت شيئا من هذا الباب فالفعل متّصل في حال ذكرك وأنت تعمل في تثبيته لك أو لغيرك في حال ذكرك إيّاه كما كنت في باب سقيا وحمدا وما أشبهه اذا ذكرت شيئا منه في حال تزجية وإثبات وأجريت عائذا بالله في البدل والاضمار مجرى المصدر كما كان هنيئا بمنزلة المصدر فيما ذكرت لك وقال الشاعر (وهو عبد الله بن الحرث السّهميّ من اصحاب الرسول «ص») [بسيط]
(١) ألحق عذابك بالقول الّذين طغوا |
|
وعائذا بك أن يعلوا فيطغوني |
ومثله : [وافر]
(٢) أراك جمعت مسئلة وحرصا |
|
وعند الحقّ زحّارا أنانا |
__________________
(٢٧٧) الشاهد فيه وضع عائذ موضع المصدر الموضوع موضع الفعل والتقدير وعياذا بك والمعنى وأعوذ بك أن يعلوا المسلمين ويظهروا عليهم فيطغوني واياهم.
(٢٧٨) الشاهد فيه وضع زحار وهو تكثير زاحر موضع الزحير بعد أن قدر الزحير بدلا من اللفظ بتزحر فانتصب لذلك* والمعنى أراك جمعت مسئلة الناس والحرص ما في أيديهم ، وعند ما يلزمك من حق تزحر وتئن بخلا ونصب أنانا على المصدر المؤكد ، والمعنى تزحر انينا والانان الأنين والزحير السعال.