(١) أعبدا حلّ في شعبى غريبا |
|
ألؤما لا أبالك واغترابا |
يقول أتلؤم لؤما وأتغترب اغترابا وحذف الفعل في هذا الباب لأنهم جعلوه بدلا من اللفظ بالفعل وهو كثير في كلام العرب ، وأما عبدا فيكون على ضربين إن شئت على النداء ، وإن شئت على قوله أتفخر عبدا ثم حذف الفعل ، وكذلك إن أخبرت ولم تستفهم ، تقول سيرا سيرا عنيت نفسك أو غيرك ، وذلك أنك رأيت رجلا في حال سير او كنت في حال سير أو ذكر رجل بسير أو ذكرت أنت بسير وجرى كلام يحسن بناء هذا عليه كما حسن في الاستفهام لأنك إنما تقول أطربا وأسيرا اذا رأيت ذلك من الحال أو ظننته فيه ، وعلى هذا يجرى هذا الباب اذا كان خبرا أو استفهاما اذا رأيت رجلا في حال سير او ظننته فيه فأثبتّ ذلك له وكذلك انت في الاستفهام اذا قلت أأنت سيرا ، ومعنى هذا الباب أنه فعل متصل في حال ذكرك إياه استفهمت أو أخبرت وأنك في حال ذكرك شيئا من هذا الباب تعمل في تثبيته لك أو لغيرك ، ومثل ما تنصبه في هذا الباب وأنت تعنى نفسك ، قول الشاعر : [وافر]
(٢) سماع الله والعلماء أني |
|
أعوذ بحقو خالك يا بن عمر |
وذلك لأنه جعل نفسه في حال من يسمع فصار بمنزلة من رآه في حال سير ، فقال سماعا الله بمنزلة قولك ما أنت إلا ضربا الناس وإلا ضرب الناس إذا حذفت التنوين تخفيفا.
__________________
(٢٧٥) الشاهد فيه قوله ألؤما واغترابا وانتصابه لوقوعه موقع الفعل ، كما تقدم* هجا رجلا فجعله عبدا لئيما نازلا في غير أهله غريبا فأنكر عليه أن يجمع بين اللؤم والغربة وشعبى اسم موضع ونصب عبد على النداء المنكور ويجوز نصبه على الحال ، وتقدير العامل فيه اتفخر عبدا على ما فسره سيبويه بعد هذا.
(٢٧٦) الشاهد فيه قوله سماع الله ونصبه على المصدر الموضوع موضع الفعل والتقدير أسمع الله والعلماء اسماعا ووضع سماعا موضع اسماع كما قالوا أعطيته عطاء أي اعطاء* والمعنى أشهد الله والعلماء إشهاد مسمع مبين لا شهاده أني أعوذ بخالك من شرك وذكر الحقو وهو الخصر لأنه موضع احتضان الشيء وستره