(١) فأرسلها العراك ولم يذدها |
|
ولم يشفق على نغص الدّخال |
كأنه قال اعتراكا ، وليس كلّ المصادر في هذا الباب يدخله الألف واللام كما أنه ليس كلّ مصدر في باب الحمد لله والعجب لك يدخله الألف واللام ، وإنما شبّه بهذا حيث كان مصدرا وكان غير الاسم الأول.
[باب ما جاء منه مضافا معرفة]
وذلك قولك طلبته جهدك ، كأنه قال اجتهادا وكذلك طلبته طاقتك ، وليس كلّ مصدر يضاف ، كما أنه ليس كلّ مصدر يدخله الألف واللام في هذا الباب ، وأما فعلته طاقتي فلا يجعل نكرة كما أن معاذ الله لا يجعل نكرة ، ومثل ذلك فعله رأى عيني وسمع أذني قال ذاك ، وإن قلت سمعا جاز إذا لم تختصّ نفسك ولكنه كقولك أخذته عنه سماعا.
[باب ما جعل من الأسماء مصدرا كالمضاف في الباب الذي يليه]
وذلك قولك مررت به وحده ومررت بهم وحدهم ومررت برجل وحده ، ومثل ذلك في لغة أهل الحجاز مررت بهم ثلاثتهم وأربعتهم وكذلك الى العشرة ، وزعم الخليل أنه اذا نصب ثلاثتهم فكأنه يقول مررت بهؤلاء فقط ولم أجاوز هؤلاء كما أنه اذا قال وحده فانما يريد مررت به فقط لم أجاوزه وأما بنو تميم فيجرونه على الاسم الأول إن كان جرّا فجرّا ، وإن كان نصبا فنصبا وإن كان رفعا فرفعا ، وزعم الخليل أنّ الذين يجرّون كأنهم يريدون أن يعمّوا كقولك مررت بهم كلّهم أي لم أدع منهم أحدا وزعم الخليل حيث مثّل نصب وحده وخمستهم أنه كقولك أفردتهم إفرادا فهذا تمثيل ولكنه لم
__________________
(٣٠٣) الشاهد فيه نصب العراك وهو مصدر في موضع الحال والحال لا يكون معرفة وجاز هذا لانه مصدر والفعل يعمل في المصدر معرفة ونكرة فكأنه أظهر فعله ونصبه به ووضع ذلك الفعل موضع الحال فقال أرسلها تعترك الاعتراك ولو كان من أسماء الفاعل لم يجز ذلك فيه نحو أرسلها المعتركة* وصف ابلا أوردها الماء مزدحمة والعراك الازدحام ولم يشفق على ما تنغص شربه منها والدخال ان يدخل القوي بين ضعيفين أو الضعيف بين قويين فيتنغص عليه شربه.