وكيف على أية حالة ، وهذا لا يكون إلا مبدوئا به قبل الاسم لأنها من حروف الاستفهام فشبّهت بهل وألف الاستفهام لأنهن يستغنين عن الألف ولا يكنّ كذا إلا استفهاما.
[باب من الابتداء يضمر فيه ما بني على الابتداء]
وذلك قولك لو لا عبد الله لكان كذا وكذا ، أما لكان كذا وكذا فحديث معلّق بحديث لو لا ، واما عبد الله فانه من حديث لو لا وارتفع بالابتداء كما يرتفع بالابتداء بعد ألف الاستفهام كقولك أزيد أخوك انما رفعته على ما رفعت عليه زيد أخوك ، غير أنّ ذلك استخبار ، وهذا خبر ، وكأنّ المبنى عليه الذي في الاضمار كان في مكان كذا وكذا ، فكأنه قال لو لا عبد الله كان بذلك المكان ولو لا القتال كان في زمان كذا وكذا ولكن هذا حذف حين كثر استعمالهم إياه في الكلام كما حذف الكلام من إمالا ، زعم الخليل أنهم أرادوا إن كنت لا تفعل غيره فافعل كذا وكذا إما لا ولكنهم حذفوه لكثرته في الكلام ومثل ذلك حينئذ الآن انما تريد واسمع الآن وما أغفله عنك شيئا ، أي دع الشكّ عنك فحذف هذا لكثرة استعمالهم ، وما حذف في الكلام لكثرة استعمالهم كثير ، ومن ذلك هل من طعام أي هل من طعام في زمان أو مكان ، وانما تريد هل طعام فمن طعام في موضع طعام كما كان ما أتاني من رجل في موضع ما أتاني رجل ، ومثله جوابه ما من طعام.
[باب يكون المبتدأ فيه مضمرا ويكون المبنىّ مظهرا]
وذلك أنك رأيت صورة شخص فصار آية لك على معرفة الشخص فقلت عبد الله وربيّ كأنك قلت ذاك عبد الله أو هذا عبد الله أو سمعت صوتا فعرفت صاحب الصوت فصار آية لك على معرفته فقلت زيد وربيّ ، أو مسست جسدا أو شممت ريحا فقلت زيد أو المسك ، أو ذقت طعاما فقلت العسل ، ولو حدّثت عن شمائل رجل فصار آية لك على معرفته لقلت عبد الله كأن رجلا قال مررت برجل راحم المساكين بار بوالديه فقلت فلان والله.
[باب الحروف الخمسة التي تعمل فيما بعدها كعمل الفعل فيما بعده]
وهي من الفعل بمنزلة عشرين من الأسماء التي بمنزلة الفعل ، ولا تصرّف تصرّف الأفعال كما أن عشرين لا تصرف تصرّف الأسماء التي أخذت من الفعل وكانت بمنزلته