أبكيت قومك بعضهم على بعض وحزّنت قومك بعضهم على بعض فأجريت هذا على حد الفاعل اذا قلت بكى قومك بعضهم على بعض وحزن قومك بعضهم على بعض فالوجه هيهنا النصب لانك اذا قلت أحزنت قومك بعضهم على بعض وأبكيت قومك بعضهم على بعض لم ترد أن تقول بعضهم على بعض في عون ولا أن أجسادهم بعضها على بعض فيكون الرفع الوجه ، ولكنك أجريته على قولك بكى قومك بعضهم بعضا فانما أوصلت الفعل الى الاسم بحرف الجر والكلام في موضع اسم منصوب ، كما تقول مررت على زيد ، ومعناه مررت زيدا فان قلت حزّنت قومك بعضهم أفضل من بعض وأبكيت قومك بعضهم أكرم من بعض ، كان الرفع الوجه لان الآخر هو الأول ولم يجعله في موضع مفعول هو غير الاول ، وان شئت نصبته على قولك حزّنت قومك بعضهم قائما وبعضهم قاعدا على الحال لانك قد تقول «رأيت قومك أكثرهم ، وحزّنت قومك بعضهم» فاذا جاز هذا أتبعته ما يكون حالا ، وان كان مما يتعدّى الى مفعولين أنفذته اليه لانه كأنه لم يذكر قبله شيئا وكأنك قلت رأيت قومك وحزّنت قومك الا ان أعربه وأكثره اذا كان الآخر هو الأول أن يبتدأ ، وان أجريته على النصب فهو عربي جيد.
[باب من الفعل يبدل فيه الآخر من الاوّل ويجرى على الاسم كما يجرى]
«أجمعون على الاسم وينصب بالفعل لانه مفعول»
فالبدل أن تقول ضرب عبد الله ظهره وبطنه ، وضرب زيد الظهر والبطن ، وقلب عمرو ظهره وبطنه ، ومطرنا سهلنا وجبلنا ، ومطرنا السّهل والجبل ، وان شئت كان على الاسم بمنزلة أجمعين توكيدا ، وان شئت نصبت فقلت ضرب زيد الظهر والبطن ، ومطرنا السهل والجبل ، وقلب زيد ظهره وبطنه ، فالمعنى أنهم مطروا في السهل والجبل ، وقلب على الظهر والبطن ولكنهم أجازوا هذا ، كما أجازوا قولهم دخلت البيت وانما معناه دخلت في البيت والعامل فيه الفعل ، وليس المنتصب هيهنا بمنزلة الظرف لانك لو قلت قلب هو ظهره وبطنه وأنت تعني شيئا على ظهره لم يجز ولم يجيزوه في غير السهل والجبل والظهر والبطن كما لم يجز دخلت عبد الله فجاز هذا في ذا وحده كما لم يجز دخلت