الا في الأماكن في مثل دخلت البيت واختصّت بهذا كما أنّ لدن مع غدوة لها حال ليست في غيرها من الاسماء ، وكما أن عسى لها في قولهم «عسى الغوير أبؤسا» حال لا تكون في سائر الاشياء ، ونظير هذا ايضا في أنهم حذفوا حرف الجر ليس الا قولهم نبّئت زيدا قال ذاك انما يريد عن زيد الا أن معنى الأول معنى الأماكن ، وزعم الخليل رحمهالله أنهم يقولون مطرنا الزّرع والضّرع ، وان شئت رفعت على البدل وعلى أن تصيّره بمنزلة أجمعين توكيدا ، فان قلت ضرب زيد اليد والرّجل جاز على أن يكون بدلا وأن يكون توكيدا ، وان نصبته لم يحسن لان الفعل انما انفذ في هذه الاسماء خاصة الى المنصوب اذا حذفت منه حرف الجر الا أن تسمع العرب تقول في غيره وقد سمعناهم يقولون مطرتهم ظهرا وبطنا ، وتقول مطر قومك الليل والنهار على الظرف وعلى الوجه الآخر ، وان شئت رفعته على سعة الكلام كما قال صيد عليه الليل والنهار ، وكما قال نهاره صائم وليله قائم ، وكما قال جرير : [طويل]
(١) لقد لمتنا يا امّ غيلان في السّرى |
|
ونمت وما ليل المطّي بنائم |
فكأنه في كل هذا جعل الليل بعض الاسم ، وكما قال الشاعر :
(٢) أمّا النهار ففي قيد وسلسلة |
|
والليل في قعر منحوت من السّاج |
فكأنه جعل النهار في قيد والليل في جوف منحوت أو جعله الاسم أو بعضه ، وان شئت قلت ضرب عبد الله ظهره ومطر قومك سهلهم على قولك رأيت القوم أكثرهم ورأيت عمرا شخصه كما قال الأعشي : [كامل]
__________________
(١١٩) الشاهد في الاخبار عن الليل بالنوم اتساعا ومجازا ، والمعنى وما المطي بنائم في الليل* وصف أنه عذل في ادمان ومواصلة سري الليل فقال يلومنا في ذلك من ينام عنه ونصلي شدته دونه لما نرجو من الفائدة في غبه فلا نصغي الى لومه فيه وعذله.
(١٢٠) الشاهد في اخباره عن النهار بكونه في سلسلة ، وعن الليل باستقراره في جوف منحوت اتساعا ومجازا* وصف محبوسا يقيد بالنهار ويغل في سلسلة ويوضع بالليل في خشبة منحوتة والنحت حفر في خشبة أو حجر ، والساج شجر معروف من شجر الهند.