لأنه محال أن يقول وأيّ جارها وينبغى أن يقول ربّ رجل وأخاه ، فليس ذا من قبل ذا ولكنها حروف تشرك الآخر فيما دخل فيه الأول ، ولو جاءت تلى ما وليه الاسم الأول كان غير جائز لو قلت هذا فصيلها لم يكن نكرة كما كان هذه ناقة وفصيلها ، واذا كان مؤخّرا دخل فيما دخل فيه الأول ، وتقول يا أيها الرجل وزيد ، ويا ايها الرجل وعبد الله ، لأن هذا محمول على يا كما قال رؤبة :
(١) * يا دار عفراء ودار البخدن*
وتقول يا هذا ذا الجمّة كقولك يا زيد ذا الجمة ليس بين أحد فيه اختلاف.
[باب لا يكون الوصف المفرد فيه الا رفعا ولا يقع في موقعه غير المفرد]
وذلك قولك يا أيّها الرجل ويا أيّها الرجلان ويا أيّها المرأتان فأي هيهنا فيما زعم الخليل كقولك يا هذا والرجل وصف له كما يكون وصفا لهذا وإنما صار وصفه لا يكون فيه الا الرفع لأنك لا تستطيع أن تقول يا أيّ ولا يا أيّها وتسكت لانه مبهم يلزمه التفسير فصار هو والرجل بمنزلة اسم واحد كأنك قلت يا رجل* واعلم أن الأسماء المبهمة التي توصف بالأسماء التي فيها الألف واللام تنزل منزلة أي وهي هذا وهؤلاء وأولئك وما أشبهها وتوصف بالأسماء وذلك قولك يا هذا الرجل ويا هذان الرجلان صار المبهم وما بعده بمنزلة اسم واحد وليس ذا بمنزلة قولك يا زيد الطويل من قبل أنك قلت يا زيد وأنت تريد أن تقف عليه ثم خفت أن لا يعرف فنعّته بالطويل واذا قلت يا هذا الرجل فأنت لم ترد أن تقف على هذا ثم تصفه بعد ما تظن أنه لم يعرف فمن ثمّ وصفت بالأسماء التي فيها الألف واللام لأنها والوصف بمنزلة اسم واحد كأنك قلت يا رجل فهذه الأسماء المبهمة اذا فسرتها تصير بمنزلة أي كأنك اذا أردت أن تفسّرها لم يجز لك أن تقف عليها وانما قلت يا هذا ذا الجمّة لأن ذا الجمّة لا توصف به الأسماء المبهمة انما يكون بدلا أو عطفا على الاسم اذا أردت أن تؤكد كقولك يا هؤلاء أجمعون فانما أكّدت حين وقفت على الاسم والألف واللام والمبهم يصيران بمنزلة اسم واحد يدلك على ذلك
__________________
(٤٤٩) الشاهد فيه نصب المعطوف المضاف وحمله على مثل ما حمل عليه الأول لان اعادة حرف النداء مقدر فيه فكأنه قال ويا دار البخدن.