وأعلم أن الاسم أول أحواله الابتداء وإنما يدخل الناصب والرافع سوى الابتداء والجارّ على المبتدا ألا ترى أن ما كان مبتدءا قد تدخل عليه هذه الاشياء حتى يكون غير مبتدإ ولا تصل الى الابتداء ما دام مع ما ذكرت لك الا أن تدعه وذلك أنك اذا قلت عبد الله منطلق ان شئت أدخلت رأيت عليه فقلت رأيت عبد الله منطلقا او قلت كان عبد الله منطلقا أو مررت بعبد الله منطلقا فالابتداء أول كما كان الواحد أول العدد والنكرة قبل المعرفة.
[باب اللفظ للمعاني]
اعلم أن من كلامهم اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين واختلاف اللفظين والمعنى واحد ، واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين ، وسترى ذلك ان شاء الله تعالى فاختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين هو نحو جلس وذهب واختلاف اللفظين والمعنى واحد نحو ذهب وانطلق واتفاق اللفظين والمعنى مختلف قولك وجدت عليه من الموجدة ووجدت اذا أردت وجدان الضالة وأشباه هذا كثير.
[باب ما يكون في اللفظ من الأعراض]
اعلم أنهم مما يحذفون الكلم وان كان أصله في الكلام غير ذلك ويحذفون ويعوّضون ويستغنون بالشىء عن الشىء الذي أصله في كلامهم أن يستعمل حتى يصير ساقطا وسترى ذلك ان شاء الله ، فما حذف وأصله في الكلام غير ذلك لم يك ولا أدر ، وأشباه ذلك ، وأما استغناؤهم بالشىء عن الشىء فانهم يقولون يدع ولا يقولون ودع استغنوا عنها بترك وأشباه ذلك كثيرة ، والعوض قولهم زنادقة وزناديق وفرازنة وفرازين حذفوا الياء وعوّضوا الهاء وقولهم أسطاع يسطيع وانما هي أطاع يطيع زادوا السين عوضا من ذهاب حركة العين من أفعل وقولهم اللهمّ حذفوا يا وألحقوا الميم عوضا.
[باب الاستقامة من الكلام والاحالة]
فمنه مستقيم حسن ومحال ومستقيم كذب ومستقيم قبيح وما هو محال كذب ، فأما المستقيم الحسن فقولك أتيتك أمس وسآتيك غدا ، وأما المحال فأن تنقض أول كلامك بآخره
__________________
ـ على ما يوافقه فبسعده وتوفيق الله عزوجل ، وان جاء بخلاف ذلك فقد اجتهدت ولكني حرمت التوفيق وحسبي الله ونعم الوكيل.