أنك إن شئت رفعت فيها والرفع مع الالف أمثل منه في متى ونحوها لأنه قد صار فيها مع أنك تبتدىء بعدها الاسماء أنك تقدّم الاسم قبل الفعل والرفع فيها على الجواز ولا يجوز ذلك في هلا ولو لا لأنه لا يبتدأ بعدها الأسماء وليس جواز الرفع في الالف مثل جواز الرفع في ضربت زيدا وعمرا كلمته لأنه ليس هيهنا حرف هو بالفعل أولى وانما اختير هذا على الجواز وليكون معنى واحدا فهذا أقوى والذي يشبهه من حروف الاستفهام الالف.
واعلم أن حروف الاستفهام كلها يقبح أن يصيرّ بعدها الاسم اذا كان الفعل بعد الاسم لو قلت هل زيد قام وأين زيد ضربته لم يجز إلا في الشعر فاذا جاء في الشعر نصبته الا الألف فانه يجوز فيها الرفع والنصب لان الالف قد يبتدأ بعدها الاسم فان جئت في سائر حروف الاستفهام باسم وبعد ذلك الاسم اسم من فعل نحو ضارب جاز في الكلام ولا يجوز فيه النصب الا في الشعر لو قلت هل زيد أنا ضاربه لكان جيدا في الكلام لان ضاربا اسم وان كان في معنى الفعل ، ويجوز النصب في الشعر.
[باب ما ينتصب في الالف]
تقول أعبد الله ضربته وأزيدا مررت به وأعمرا قتلت أخاه وأعمرا اشتريت له ثوبا ففي كل هذا قد اضمرت بين الالف والاسم فعلا هذا تفسيره كما فعلت ذلك فيما نصبته في هذه الاحرف في غير الاستفهام ، وقال جرير : [وافر]
(١) أثعلبة الفوارس أم رياحا |
|
عدلت بهم طهيّة والخشابا |
فاذا أوقعت عليه الفعل أو على شيء من سببه نصبته ، وتفسيره هيهنا هو التفسير الذي فسّر في الابتداء أنك تضمر فعلا هذا تفسيره إلا أنّ النصب هو الذي يختار هيهنا وهو حدّ الكلام فأما الانتصاب ثمّ وهيهنا فمن وجه واحد ، ومثل ذلك أعبد الله
__________________
(٨١) استشهد به لنصب ثعلبة باضمار فعل دل عليه ما بعده فكأنه قال اظلمت ثعلبة عدلت بهم طهية ونحوه من التقدير* خاطب الفرزدق فاخرا عليه برهطه الادنى اليه من تميم لان ثعلبة ورياحا من بني يربوع بن حنظلة وجرير بن كليب بن يربوع وطهية ، والخشاب من بني مالك بن حنظلة ، والفرزدق من بني دارم بن مالك بن حنظلة فهم أدنى اليه ، وانما قال الفوارس لان فرسان تميم معدودون في بني يربوع بن حنظلة.