منه فحمل عليه كقولك هذا رجل مثلك وهذا رجل حسن وهذا رجل أيّما رجل ، وأمّا له صوت صوت حمار فقد علمت أنّ صوت حمار ليس بالصوت الأوّل وإنما جاز لك رفعه على سعة الكلام كما جاز لك أن تقول ما أنت إلّا سير وكان الّذين يقولون صوت حمار اختاروا هذا كما اختاروا ما أنت إلّا سيرا اذ لم يكن الآخر هو الاوّل فحملوه على فعله كراهية أن يجعلوه من الاسم الذي ليس به كما كرهوا أن يقولوا ما أنت إلّا سير اذا لم يكن الآخر هو الأوّل فحملوه على فعله فصار له صوت صوت حمار ينتصب على فعل مضمر كانتصاب تضميرك السابق ، على الفعل المضمر ، وإن قلت له صوت أيّما صوت أو مثل صوت الحمار أوله صوت صوتا حسنا جاز وزعم ذلك الخليل ويقوّى ذلك أنّ يونس وعيسى جميعا زعما أن رؤبة كان ينشد هذا البيت نصبا : [رجز]
(١) * فيها ازدهاف أيّما ازدهاف*
فحمله على الفعل الذي ينصب صوت حمار لأن ذلك الفعل لو ظهر نصب ما كان صفة وما كان غير صفة لأنه ليس باسم تحمل عليه الصفات ، ألا ترى أنه لو قال مثل تضميرك أو مثل دأب بكار نصب فلما أضمروه أيضا فيما يكون غير الأول أضمروه أيضا فيما يكون هو الأول كأنه قال تزدهف أيّما ازدهاف ولكنه حذفه لأن له ازدهاف قد صار بدلا من الفعل
[باب ما الرفع فيه الوجه]
وذلك قولك هذا صوت صوت حمار لأنك لم تذكر فاعلا لأن الآخر هو الأول حيث قلت هذا فالصوت هو هذا ثم قلت هو صوت حمار لأنك سمعت نهاقا فلا شكّ في رفعه ، وإن شبّهت أيضا فهو رفع لأنك لم تذكر فاعلا يفعله وإنما ابتدأته كما تبتدأ الأسماء
__________________
(٢٩٤) الشاهد فيه نصب أيما وان كان من نعت المصدر قبله وإن كان حقه أن يجرى عليه ولكنه حمل على المعنى لانه اذا قال فيها ازدهاف علم أنها تزدهف فكأنه قال تزدهف أيما ازدهاف* وصف رجلا بالخلف وقول الباطل ويقال ان ذلك الرجل أبوه العجاج فجعل أقواله تزدهف العقول أي تستخفها وقبله :
قولك أقوالا مع التخلاف |
|
فيها ازدهاف أيما ازدهاف |