إلا في قوله هذا معطى درهم زيدا كما قال تعالى (فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ)
[باب جرى مجرى الفاعل الذي يتعدى فعله الى مفعولين في اللفظ لا في المعنى]
وذلك قولك :
* يا سارق الليلة أهل الدار* [رجز]
وتقول على هذا الحد سرقت الليلة إهل الدار فتجرى الليلة على الفعل في سعة الكلام كما قال صيد عليه يومان ، وولد له ستون عاما فاللفظ يجري على قوله هذا معطى زيد درهما والمعنى انما هو في الليلة وصيد عليه في اليومين غير أنهم أوقعوا الفعل عليه لسعة الكلام ، وكذلك لو قلت هذا مخرج اليوم الدرهم وصائد اليوم الوحش ، ومثل ما أجرى مجرى هذا في سعة الكلام والاستخفاف قوله عزوجل (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) فالليل والنهار لا يمكران ولكن المكر فيهما ، فان نوّنت فقلت يا سارقا الليلة أهل الدار كان حدّ الكلام أن يكون أهل الدار على سارق منصوبا وتكون الليلة ظرفا لأن هذا موضع انفصال وإن شئت أجريته على الفعل على سعة الكلام ولا يجوز يا سارق الليلة أهل الدار إلا في شعر كراهية أن يفصلوا بين الجار والمجرور فاذا كان منوّنا فهو بمنزلة الفعل الناصب تكون الاسماء فيه منفصلة ، قال الشماخ : [رجز]
(١) ربّ ابن عمّ لسليمي مشمعل |
|
طبّاخ ساعات الكرى زاد الكسل |
هذا على ، يا سارق الليلة أهل الدار ، وقال الاخطل : [طويل]
__________________
(١٤٤) الشاهد فيه اضافة طباخ الى الساعات ونصب الزاد على التعدى والتقدير طباخ ساعات الكرى على تشبيه الساعات بالمفعول به لا على الظرف ، ولا تجوز الاضافه اليها وهي مقدرة على أصلها من الظرف لان الظرف يقدر فيه حرف الوعاء وهو في والاضافة الى الحرف غير جائزة وانما يضاف الى الاسم ، ولما أضاف الطباخ الى الساعات على هذا التأويل اتساعا ومجازا عداه الى الزاد لانه المفعول به في الحقيقة ، والمشمعل الجاد في أمره المشمر* يقول اذا كسل أصحابه عن طبخ الزاد عند تعريسهم وغلبة الكرى عليهم كفاهم ذلك وشمر في خدمتهم والعرب تفتخر بهذا ونحوه ، ويجوز إضافة طباخ الى الزاد والفصل بالظرف ضرورة والاول أجود.