وقال مالك بن الريب (المازني) : [طويل]
(١) ألا ليت شعرى هل تغيّرت الرّحا |
|
رحا الحزن أو أضحت بفلج كما هيا |
فهذا سمعناه ممن ينشد من العرب ، وقال أناس أم أضحت على كلامين كما قال علقمة بن عبدة :
(٢) هل ما علمت وما استودعت مكتوم |
|
أم حبلها اذ نأتك اليوم مصروم |
أم هل كبير بكى لم يقض عبرته |
|
إثر الأحبة يوم البين مشكوم |
[باب آخر من أبواب أو]
تقول ألقيت زيدا أو عمرا أو خالدا ، أو تقول أعندك زيد أو خالد أو عمرو كأنك قلت أعندك أحد من هؤلاء ، وذلك لأنك لمّا قلت أعندك أحد هؤلاء لم تدّع أن أحدا منهم ثمّ ألا ترى أنه اذا أجابك قال لا كما يقول اذا قلت أعندك أحد من هؤلاء.
واعلم أنك اذا أردت هذا المعنى فتأخير الأسماء أحسن لأنك انما تسأل عن الفعل بمن وقع ، ولو قلت أزيدا لقيت أو عمرا أو خالدا وأزيد عندك أو عمرو أو خالد كان هذا في الجواز والحسن بمنزلة تأخير الاسم اذا أردت معنى أيّهما ، فاذا قلت أزيد أفضل أم خالد لم يجز هيهنا إلّا أم لأنك انما تسأل عن صاحب الفضل ، ألا ترى أنك لو قلت أزيد أفضل لم يجز كما يجوز أضربت زيدا فذلك يدلك أن معناه معنى أيّهما ، لأنك اذا سألت عن الفعل استغنى بأول اسم ، ومثل ذلك ما أدري أزيد أفضل أم عمرو وليت شعرى أزيد افضل أم عمرو فهذا كله على معنى أيّهما افضل وتقول ليت
__________________
(٧٣٢) الشاهد في قوله أم اضحت واستئناف السؤال بأم ولو جعل مكانها او لجاز* يقول هذا عند موته غريبا بخراسان ، وهو من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ، والحزن من بلاد تميم وكذلك فلج ، وأراد بالرحا معظم الموضع ومجتمعه.
(٧٣٣) الشاهد في دخول ام منقطعة في البيتين* يقول هل تبوح بما استودعتك من سرها يأسا منها او تصرم حبلها لنأيها عنك وبعدها ثم قال ام هل كبير فاستأنف السؤال والتقرير ، واراد بالكبير نفسه اي هل تجازيك ببكائك على اثرها وانت شيخ ، والعبرة الدمعة ، والمشكوم المجازى ، والشكم العطية جزاء فان كانت ابتداء فهي الشكر.