لا يكون هيهنا إلّا او من قبل انّك انما تستفهم عن الاسم المفعول وانما حاجتك الى صاحبك أن يقول فلان ، وعلى هذا الحدّ يجري ما ومتى ، وكم وأين وكيف ، وتقول هل عندك شعير أو بر أو تمر وهل تأتينا أو تحدّثنا لا يكون إلا هذا ، وذاك أنّ هل ليست بمنزلة ألف الاستفهام لأنك اذا قلت هل تضرب زيدا فلا يكون أن تدّعي أن الضرب واقع وقد تقول أتضرب زيدا فأنت تدّعي أنّ الضرب واقع ، ومما يدلّك على أن الألف ليست بمنزلتها أنك تقول : [رجز]
* أطربا وأنت قنّسريّ*
فقد علمت أنه قد طرب ولكن قلت لتوبخه أو تقرّره ولا تقول هذا بعد هل ، وإن شئت قلت هل تأتيني أم تحدّثني وهل عندك بر أم شعير على كلامين وكذلك سائر حروف الاستفهام التي ذكرنا ، وعلى هذا قالوا هل تأتينا أم هل تحدّثنا وزعم يونس أنه سمع رؤبة يقول : [طويل]
(١) أبا مالك هل لمتني مذ حضضتني |
|
على القتل أم هل لا مني لك لائم |
وكذلك سمعناه من العرب فأما الذين قالوا أم هل لا مني لك لائم فانما قالوه على أنه أدركه الظنّ بعد ما مضى صدر حديثه ، وأما الذين قالوا أو هل فانهم جعلوه كلاما واحدا ، وتقول ما أدري هل تأتينا أو تحدّثنا وليت شعري هل تأتينا أو تحدّثنا ، فهل هيهنا بمنزلة هل في الاستفهام إذا قلت هل تأتينا ، وإنما أدخلت هل هيهنا لأنك انما تقول أعلمني كما أردت ذلك حين قلت هل تأتينا أو تحدّثنا فجرى هذا مجرى قوله عزوجل (هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ) وقال الشاعر (وهو زهير) : [طويل]
(٢) ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى |
|
من الأمر أو يبدو لهم ما بداليا |
__________________
(٧٣٠) الشاهد في دخول ام منقطعة لأنها لا تكون للعطف والتسوية الا بعد الألف يقول هذا للأخطل وكنيته ابو مالك وكان قد قال له بحضرة عبد الملك بن مروان.
(٧٣١) الشاهد فيه دخول او عاطفة بعد حرف الاستفهام على حد قولك هل تقوم او تقعد ولو جاء بأم وجعلها استفهاما منقطعا لجاز كما تقول هل تجلس ام تسير على معنى بل هل تسير استفهاما منقطعا بعد استفهام.