فصار يا تيم تيم عدي اسما واحدا وكان الثاني بمنزلة الهاء في طلحة يحذف مرة ويجاء به أخرى والرفع في طلحة ، ويا تيم تيم عدى القياس.
واعلم أنه لا يجوز في غير النداء أن تذهب التنوين من الاسم الأول لأنهم جعلوا الأول والآخر بمنزلة اسم واحد نحو طلحة في النداء واستخفوا بذلك لكثرة استعمالهم إياه ولا يجعل بمنزلة ما جعل من الغايات كالصوت في غير النداء لكثرته في كلامهم ، ولا يحذف هاء طلحة في الخبر فيجوز هذا في الاسم مكرّرا من تيم تيم عدى في الخبر يقول لو فعل هذا بطلحة جاز هذا ، وانما فعلوا هذا بالنداء لكثرته في كلامهم ولأن أول الكلام أبدا النداء إلا أن تدعه استغناء باقبال المخاطب عليك فهو أول كل كلام لك به تعطف المكلم عليك فلما كثر وكان الأول في كل موضع حذفوا منه تخفيفا ، لأنهم مما يغيّرون الأكثر في كلامهم حتى جعلوه بمنزلة الأصوات وما أشبه الأصوات من غير الأسماء المتمكنة ويحذفون منه كما فعلوا في لم أبل ، وربما ألحقوا فيه كقولهم أمّهات ، ومن قال يا زيد الحسن قال يا طلحة الحسن لأنها كفتحة الحاء اذا حذفت الهاء ، ألا ترى أنّ من قال يا زيد الكريم قال يا سلم الكريم.
[باب إضافة المنادى الى نفسك]
اعلم أنّ ياء الاضافة لا تثبت في النداء كما لم يثبت التنوين في المفرد لأن ياء الاضافة في الاسم بمنزلة التنوين لأنها بدل من التنوين ولأنه لا يكون كلاما حتى يكون في الاسم ، كما أن التنوين اذا لم يكن فيه لا يكون كلاما فحذف وترك آخر الاسم جرّا ليفصل بين الاضافة وغيرها ، وصار حذفها هيهنا لكثرة النداء في كلامهم حيث استغنوا بالكسرة عن الياء ، ولم يكونوا ليثبتوا حذفها إلا في النداء ولم يكن لبس في كلامهم لحذفها فكانت الياء حقيقة بذلك لما ذكرت لك اذ حذفوا ما هو أقلّ اعتلالا في النداء ، وذلك قولك يا قوم لا بأس عليكم ، وقال عزوجل (يا عِبادِ فَاتَّقُونِ) وبعض العرب يقول يا ربّ اغفر لي ويا قوم لا تفعلوا ، وثبات الياء فيما زعم يونس في الأسماء.
واعلم أنّ بقيان الياء لغة في النداء في الوقف والوصل تقول يا غلامى أقبل ، وكذلك