(١) * يا زيد زيد اليعملات الذّبّل*
وذلك لأنهم قد علموا أنهم لم يكرروا الاسم صار الأول نصبا فلما كرروا الاسم توكيدا تركوا الأول على الذي كان يكون عليه لو لم يكرّروا ، وقال الخليل هو مثل لا أبالك ، قد علم أنه لو لم يجيء بحرف الاضافة قال لا أباك فتركه على حاله الأولى واللام هيهنا بمنزلة الاسم الثاني في قوله : يا تيم تيم عدى ، وكذلك قول الشاعر اذا اضطّر «يا بؤس للحرب» انما يريد يا بؤس الحرب وكأن الذي يقول : يا تيم تيم عدى ، لو قاله مضطرّا. على هذا الحدّ في الخبر لقال هذا تيم تيم عدى قال وان شئت قلت يا تيم تيم عدى ، كقولك يا تيم أخانا لأنك تقول : هذا تيم تيم عدى كما تقول هذا تيم أخونا ، وزعم الخليل أن قولهم يا طلحة أقبل يشبه ، يا تيم تيم عدى ، من قبل أنهم قد علموا أنهم لو لم يجيئوا بالهاء لكان آخر الاسم مفتوحا ، فلما ألحقوا الهاء تركوا الاسم على حاله التي كان عليها قبل ان يلحقوا الهاء ، وقال النابغة الذّبياني : [طويل]
(٢) كليني لهمّ يا أميمة ناصب |
|
وليل أقاسيه بطيء الكواكب |
__________________
(٤٦٤) الشاهد فيه اقحام زيد الثاني بين الأول ، وما أضيف اليه والتقدير يا زيد اليعملات زيدها فحذف الضمير اختصارا وقدم زيدا فاتصل باليعملات فوجب له النصب ، وقد كان زيد الأول مضافا اليها فبقى على نصبه ، وجاز هذا لأن النداء كثير الاستعمال فاحتمل التغيير ورفع زيد الاول أكثر وأقيس لانه منادى مفرد بين باسم مضاف على طريق البدل أو عطف البيان الذى يقوم مقام الصفة ، واليعملات الابل القوية على العمل ، والذبل الضامرة لطول السفر وأضاف زيدا اليها لحسن قيامه عليها ومعرفته بحدائها وبعده :
* تطاول الليل عليك فانزل*
أي انزل عن راحلتك واحد الابل
(٤٦٥) الشاهد فيه اقحام الهاء بعد حذفها للترخيم ضرورة والقياس البناء على الضم وجاز الحذف والاقحام لما تقدم من أن النداء كثير الاستعمال محتمل للتغيير ، وناصب من نعت الهم وفعله أنصب ، وكان القياس أن يقول : منصب فجاء على معنى ذي نصب ولم يجر على الفعل ومعنى كليني اتركيني وهو من وكلتك الى كذا اذا تركتك وإياه أي اتركينى وما أنا فيه من الهم ومقاساة طول الليل بالسهر اولا تزيديني باللوم والعذل وجعل بطء الكواكب دليلا على طول الليل كأنها لا تغرب فينقضي الليل.