ولو قلت فشعث قبح ، وقال الخليل ادخلوا الأوّل فالأوّل والأوسط والآخر لا يكون فيه غيره وقال يكون على جواز كلّكم حمله على البدل.
[باب ما ينتصب من الأسماء والصفات لأنها أحوال تقع فيها الامور]
وذلك قولك هذا بسرا أطيب منه رطبا ، فان شئت جعلته حينا قد مضى وإن شئت جعلته حينا مستقبلا وإنما قال الناس هذا منصوب على إضمار إذا كان فيما يستقبل ، وإذ كان فيما مضى لأن ذا لمّا كان معناه ذا أشبه عندهم أن ينتصب على إذا كان وإذ كان ، ولو كان على إضمار كان لقلت هذا التّمر أطيب منه البسر لأن كان قد ينصب المعرفة كما ينصب النكرة فليس هو على كان ولكنه حال ، ومنه مررت برجل أخبث ما يكون أخبث منك أخبث ما تكون وبرجل خير ما يكون خير منك خير ما تكون ، وهو أخبث ما يكون أخبث منك أخبث ما تكون فهذا كلّه محمول على مثل ما حملت عليه ما قبله ، وإن شئت قلت مررت برجل خير ما يكون خير منك كأنه يريد برجل خير أحواله خير منك أي خير من أحوالك ، وجاز أن يقول خير منك وهو يريد من أحوالك كما جاز أن تقول نهارك صائم وليلك قائم ، وتقول البرّ أرخص ما يكون قفيزان أي البّر أرخص أحواله التي يكون عليها قفيزان كأنك قلت البرّ أرخصه قفيزان ، ومن ذلك هذا البيت تنشده العرب على أوجه بعضهم يقول ، وهو قول عمرو بن معدي كرب : [كامل]
(١) الحرب أوّل ما تكون فتيّة |
|
تسعى ببزّتها لكلّ جهول |
__________________
ـ الفاء التفرقة* وصف صائدا يسعى لعياله فيقول يعزب عن نسائه في طلب الوحش ثم يأوي اليهن محتاجات لا شيء لهن ، والعطل اللائى لا حلي عليهن والشعث المتغيرات من الهزال وسوء الحال ، وشبههن بالسعالى لشعثهن وتغيرهن ، وانما وصفهن بهذا ليرى حاجته الى الصيد ، وحرصه عليه.
(٣١١) الشاهد فيه رفع أول ونصب فتية ونصب أول ورفع فتية ورفعهما جميعا ونصبهما جميعا على تقديرات مختلفة فمن رفع أول ونصب فتية فتقديره الحرب أول أحوالها اذا كانت فتية والحرب ـ