ولكنه أنّث الأوّل كما تقول ذهبت بعض أصابعه ، وبعضهم يقول الحرب أوّل ما تكون فتيّة أي اذا كانت في ذلك الحين ، وبعضهم يقول الحرب أوّل ما تكون فتيّة كأنه قال الحرب أوّل أحوالها اذا كانت فتيّة كما تقول عبد الله أحسن ما يكون قائما ، ومن رفع الفتيّة ونصب الأوّل على الحال قال البرّ أرخص ما يكون قفيزان ، ومن نصب الفتيّة ورفع الأوّل قال البرّ أرخص ما يكون قفيزين ، فأما عبد الله أحسن ما يكون قائما فلا يكون فيه إلا النصب لأنه لا يجوز لك أن تجعل أحسن أحواله قائما على وجه من الوجوه ، وتقول عبد الله أخطب ما يكون يوم الجمعة والبداوة أطيب ما تكون شهري ربيع كأنك قلت أخطب ما يكون عبد الله في يوم الجمعة وأطيب ما تكون البداوة في شهري ربيع ، ومن العرب من يقول أخطب ما يكون الامير يوم الجمعة وأطيب ما تكون البداوة شهرا ربيع كأنه قال أخطب أيام الامير يوم الجمعة وأطيب أزمنة البداوة شهرا ربيع ، وجاز أخطب أيامه يوم الجمعة على سعة الكلام ، وكأنه قال أطيب الأزمنة التي تكون فيها البداوة شهرا ربيع وأخطب الايام التي يكون فيها عبد الله خطيبا يوم الجمعة ، وتقول آتيك يوم الجمعة أبطؤه ، كأنه قيل له أىّ غاية هذه عندك وأىّ إتيان أسريع أم بطىء فقال أبطؤه على معنى ذاك أبطؤه ، وتقول آتيك يوم الجمعة أو يوم السبت أبطؤه ، وأعطيته درهما أو درهمين أكثر ما أعطيته ، وأعطيته درهما أو درهمان
__________________
ـ مبتدأة وأول مبتدأ ثان وفتية حال ينوب مناب الخبر والجملة خبر الحرب ، ومن نصب أول ورفع فتية فتقديره الحرب في أول أحوالها فتية فالحرب مبتدأة وفتية خبرها وأول نصب على الظرفية ، ومن رفع أول وفتية فتقديره الحرب أول أحوالها فتية فأول مبتدأة ثان أو بدل من الحرب وفتية خبره وان كان مذكرا لأنه مضاف الى مؤنث هو بعضه ومن سببه فأنث لذلك خبره ، ومن نصبهما جميعا جعل أول ظرفا وفتية حالا والتقدير الحرب في أول أحوالها اذا كانت فتية وتسعى خبر عنها أي الحرب في حال ما هي فتية أي في وقت وقوعها وكونها تسعى ببزتها* وصف أن الحرب في أول وقوعها تغر من لم يجر بها حتى يدخل فيها فتهلكه والبزة اللباس وأصله من بززت الرجل أبزه اذا سلبته فسمي اللباس بما يؤل اليه من السلب