اذا فصل بينها وبين الاسم رافعة ولا ناصبة لما ذكرت لك ، وتقول لا رجل أفضل منك اذا جعلته خبرا وكذلك لا أحد خير منك ، قال الشاعر : [بسيط]
(١) وردّ جازرهم حرفا مصرّمة |
|
ولا كريم من الولدان مصبوح |
لما صار خبرا جرى على الموضع لأنه ليس بوصف ولا محمول على لا فجرى مجرى لا أحد فيها إلّا زيد وإن شئت قلت لا أحد أفضل منك في قول من جعلها كليس ويجريها مجراها ناصبة في الموضع وفيما يجوز أن يحمل عليها ولم تجعل لا التي كليس مع ما بعدها كاسم واحد لئلّا يكون الرافع كالناصب وليس أيضا كلّ شيء يخالف بلفظه يجري مجرى ما كان في معناه.
[باب لا تجوز فيه المعرفة إلّا أن تحمل على الموضع]
لأنه لا يجوز للا أن تعمل في معرفة كما لا يجوز ذلك لربّ ، فمن ذلك قولك لا غلام لك ولا العبّاس ، فان قلت أحمله على لا فانه ينبغي لك أن تقول ربّ غلام لك والعبّاس ، وكذلك لا غلام لك وأخوه ، فأمّا من قال كلّ نعجة وسخلتها بدرهم فانه ينبغي له أن يقول لا رجل لك وأخاه لأنه كأنه قال لا رجل لك وأخا له.
[باب ما ذا لحقته لا لم تغيّره عن حاله التي كان عليها قبل أن تلحق]
وذلك لأنها لحقت ما قد عمل فيه غيرها كما أنها اذا لحقت الأفعال التي هي بدل منها لم تغيّرها عن حالها التي كانت عليها قبل أن تلحق ، ولا يلزمك في هذا الباب تثنية لا
__________________
(٥٣٢) الشاهد فيه رفع مصبوح على خبر لا ، لأنها وما عملت فيه في موضع اسم مبتدإ ، ويجوز أن يكون مصبوح نعتا لاسمها محمولا على الموضع ، ويكون الخبر محذوفا لعلم السامع تقديره موجود ونحوه ، يقول هم في جدب فاللبن عندهم متعذر لا يسقاه الوليد الكريم النسب فضلا عن غيره لعدمه فجازرهم يرد عليهم من المرعي ما ينحرون للضيف إذ لا لبن عندهم ، والحرف الناقة الضامر ، ويقال هي القوية الصلبة شبهت بحرف الجبل ، وهو ناحية منه وطرف وسميت الضامر جرفا لانحرافها عن السمن الى الهزال ، والمصرمة المقطوعة اللبن لعدم المرعي ، والمصبوح المسقي صبوحا وهو شرب الغداة.